«مؤتمر المناخ COP30» يضع الذكاء الاصطناعي في قلب المعركة ضد التغير المناخي
من شرم الشيخ إلى بيليم البرازيلية

في رحلة ممتدة من شرم الشيخ إلى بيليم البرازيلية، يواصل العالم خطواته في سباق النجاة من أزمة المناخ، حيث يناقش مؤتمر المناخ COP30 المنعقد حاليًا في مدينة بيليم البرازيلية حتى 21 نوفمبر، تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الكوكب، وسط طموحات بتحقيق تحول بيئي عادل ومستدام.
ويمثل المؤتمر استكمالًا للرؤية التي أطلقتها مصر خلال رئاستها لمؤتمر COP27 بشرم الشيخ عام 2022، والتي أرست مبادئ العدالة المناخية وأنشأت صندوق الخسائر والأضرار لدعم الدول النامية المتضررة من الكوارث البيئية، إلى جانب تعزيز مفهوم التمويل المناخي وتوجيه الاستثمارات نحو اقتصاد منخفض الانبعاثات.
الذكاء الاصطناعي على طاولة المناخ
بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يناقش مؤتمر COP30 كيفية تسخير الأدوات الذكية مثل الذكاء الاصطناعي وأنظمة التبريد المتقدمة لمواجهة التغير المناخي، من خلال دعم المزارعين بالتنبؤ بالجفاف وتحسين إدارة المحاصيل باستخدام البيانات والتحليلات التنبؤية.
لكن التقرير أشار أيضًا إلى الوجه الآخر للتكنولوجيا، والمتمثل في التكلفة البيئية الهائلة لتشغيل مراكز البيانات العملاقة التي تستهلك كميات ضخمة من الطاقة والمياه، ما يفرض ضرورة تطوير حلول أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.
ويتصدر برنامج تنفيذ التكنولوجيا جدول أعمال المفاوضات، كخطة عمل تهدف إلى إيصال الابتكارات المناخية المنقذة للحياة إلى الدول والمجتمعات الأكثر احتياجًا.
ابتكارات تغير قواعد اللعبة
قالت آنا توني، المديرة التنفيذية لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)، إنها شاركت في مناقشات موسعة حول الابتكارات التكنولوجية التي يمكن أن تسرّع التحول الأخضر، من أنظمة الإنذار المبكر بالفيضانات إلى أقمار صناعية متخصصة برصد الميثان وتحسين كفاءة الطاقة.
وفي مثال على هذه الحلول، أوضحت أليسا لوانجراث، الفائزة بـ«جائزة الذكاء الاصطناعي من أجل العمل المناخي 2025» من اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، أن النظام الذي طورته يدمج أجهزة استشعار رطوبة التربة والمياه الجوفية والبيانات الجوية في منظومة تحليل ذكية تتنبأ بظروف الأرض والمناخ بدقة.
المزارع في قلب الثورة الرقمية
وأضافت لوانجراث أن المزارعين يتلقون تحديثات فورية عبر تطبيقات الهواتف الذكية، ما يساعدهم على تخطيط دورات الري والزراعة بكفاءة، وتقليل الهدر في المياه والموارد.
وأعربت عن أملها في أن يساهم المؤتمر في بناء شراكات لنقل هذه التكنولوجيا إلى الدول الأكثر عرضة لصدمات المناخ.
من جانبها، حذّرت لوا كروز، منسقة الاتصالات والحقوق الرقمية في معهد الدفاع عن المستهلك البرازيلي، من الآثار البيئية الجانبية للثورة الرقمية، مشيرة إلى أن مراكز البيانات الضخمة التي تدعم التطبيقات الذكية تستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه، وتحتاج لمساحات واسعة من الأراضي والمعادن.
وأضافت أن المعهد يتابع مشروع إنشاء منشأة جديدة لتخزين البيانات في مدينة إلدورادو دو سول بولاية ريو غراندي دو سول، وهي المدينة التي غمرتها الفيضانات بنسبة تجاوزت 80% العام الماضي، ما يثير تساؤلات حول تأثير البنية الرقمية على البيئة المحلية.
من «صندوق الخسائر» إلى «ثورة الذكاء الأخضر»
وبينما يشهد العالم تسارعًا في وتيرة الكوارث المناخية، يسعى مؤتمر COP30 إلى صياغة رؤية عالمية متوازنة تضع التكنولوجيا في خدمة الاستدامة، وتستكمل ما بدأته مصر في COP27 من تأسيس لآليات العدالة المناخية والتمويل الأخضر.
فمن صندوق الخسائر والأضرار إلى الذكاء الاصطناعي من أجل الكوكب، تواصل البشرية بحثها عن معادلة واحدة: إنقاذ الأرض قبل فوات الأوان.


تعليقات 0