«مجلس السلام في غزة».. تفاصيل استبعاد توني بلير وملامح التشكيل الجديد برئاسة ترامب  

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء عن خطته لتشكيل “مجلس السلام” في قطاع غزة قريبًا اعتبرتها بعض المصادر أنها في مطلع العام 2026، مؤكدا أن عضوية المجلس ستضم رؤساء دول، وسيكون له دور محوري في إدارة القطاع.

تأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الأمريكية لإنهاء الصراع في غزة، وتنظيم عملية إعادة الإعمار، والإشراف على الحكم المؤقت بما يتماشى مع خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة، والتي تهدف إلى تقديم حل شامل ومستدام لمواجهة الأزمة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة.

أهداف مجلس السلام وإدارته
أوضح ترامب -خلال اجتماع في البيت الأبيض- أن المجلس سيضم في البداية أشخاصا ذوي خبرة مهنية، قبل أن تتوسع عضويته لتشمل رؤساء دول ورؤساء وزراء، مؤكدا أن الجميع يريد أن يكون جزءا من هذا المجلس الذي وصفه بأنه سيكون أحد أكثر المجالس أسطورية على الإطلاق.

ووفقًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي صدر في 17 نوفمبر، فإن المجلس سيعمل كإدارة انتقالية تنسق التمويل الدولي لإعادة إعمار غزة، وتضع إطار العمل لتنفيذ خطة السلام الأمريكية.

آلية عمل المجلس وتنظيم الإدارة الفلسطينية
ومن المقرر أن ترامب سيشرف شخصيا على مجلس السلام، وسيترأس لجنة تنفيذية دولية مسؤولة عن إدارة العمليات اليومية في غزة، فيما ستتولى لجنة تكنوقراط فلسطينية غير مرتبطة بحركتي حماس أو فتح إدارة الخدمات المدنية، والإشراف على البرامج الإصلاحية للسلطة الفلسطينية.

وأكدت المصادر أن المجلس سيقوم بتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية، وتسهيل التنمية الاقتصادية، والبنية التحتية في القطاع، مع تمهيد الطريق لتسليم السلطة في نهاية المطاف إلى حكومة فلسطينية منتخبة.

استبعاد توني بلير وتغير هيكلية المجلس
أشارت تقارير إلى استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين للانضمام إلى مجلس السلام، نتيجة اعتراضات من عدة دول عربية وإسلامية، رغم أن بلير كان من المقرر أن يشغل مقعدا في الخطة الأصلية المعلنة في سبتمبر. وبدلاً من ذلك، اعتمدت واشنطن على نموذج يضم رؤساء دول كأعضاء رمزيين بينما تتولى اللجنة التنفيذية الدور الفعلي في إدارة غزة، وسيشارك بلير ضمن هذه اللجنة إلى جانب المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، والمبعوث السابق للأمم المتحدة لسلام الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف.

اهتمام دولي بدعم استقرار غزة 
تأتي هذه المبادرة الأمريكية وسط اهتمام دولي واسع لدعم الاستقرار في غزة، وتنفيذ خطة إعادة الإعمار، مع الحفاظ على مشاركة فلسطينية فعّالة ضمن الإدارة المؤقتة.

ويعكس تشكيل مجلس السلام خطوة استراتيجية لترامب لتعزيز دوره في ملف الشرق الأوسط، وإيجاد آلية دولية متكاملة لإدارة القطاع خلال مرحلة انتقالية تتسم بالرقابة الدولية، وتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي.