مزاعم نسب وأسرار وأزمات نفسية.. القصة الكاملة لفتاة “تيك توك” التي ادّعت أنها ابنة حسني مبارك

في تطورات أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، تصدرت فتاة تُدعى مروة يسري المشهد بعدما زعمت عبر عدة مقاطع فيديو على منصة “تيك توك” أنها الابنة غير المعلنة للرئيس الراحل محمد حسني مبارك من الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي. ادّعاء فجّ استتبع سيلًا من التفاعلات والردود الرسمية والفنية، انتهى بإعلان القبض عليها، في ظل بلاغات متزايدة ضدها، وسط معلومات تؤكد أنها تعاني من اضطرابات نفسية ولديها سجل علاجي سابق.

وأكد مصدر مطلع أن الفتاة تمر بحالة نفسية سيئة، وليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها مثل هذه النوبات أو تطلق ادعاءات غريبة، إذ تبين أنها تتلقى علاجًا نفسيًّا منذ فترة. وجاء ذلك بعد أن أعلن المحامي طارق العوضي، عبر منشور على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”، أنه تم إلقاء القبض على الفتاة بعد البلاغات التي قدمت ضدها بسبب مزاعمها المسيئة.

ومن بين ردود الفعل المثيرة، جاءت تصريحات المخرج خالد يوسف، الذي عبّر عن استيائه من الفيديو الأخير للفتاة، معتبرًا أن ما قالته وصل إلى مرحلة “التخبيط”، على حد وصفه. وأضاف يوسف أن محتوى الفيديو تجاوز كل ما سبق من مزاعم، وأن القبض عليها بات ضروريًا ولا يحتاج إلى أي تحرك قانوني إضافي، قائلًا: “كل اللي فات حمادة، واللي قالته المرة دي حمادة تاني خالص.. مش محتاجين حد يعمل بلاغات”.

الفتاة لم تكتف بادعاء نسبها إلى الرئيس الراحل، بل أطلقت اتهامات أكثر خطورة، طالت عددًا من المشاهير وصانعي المحتوى، مدعية أنهم كوّنوا ثرواتهم من خلال تجارة الأعضاء البشرية، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك حين زعمت أن وفاة بعض البلوجرز كانت نتيجة لتورطهم في هذه التجارة المحرّمة. وكان من بين الأسماء التي ذكرتها صراحة، الفنانة وفاء عامر، التي لم تصمت بدورها وقررت الرد بقوة.

قالت وفاء عامر، في تصريحات تلفزيونية، إنها صُدمت من الزج باسمها في مثل هذه الأكاذيب، موضحة أن الفتاة اختارتها على وجه التحديد لأنها من أبرز الأسماء على تطبيق “تيك توك”، وأشارت إلى أنها لا تظهر كثيرًا على السوشيال ميديا، إلا في مناسبات إنسانية أو حملات دعم خيري مثل حالة الطفل “علي محمد دوشين”، الذي كان يحتاج إلى علاج تتجاوز تكلفته 150 مليون جنيه. وأكدت أن هذه المساعدات تُقدم تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وليست مبادرات فردية كما حاولت الفتاة التلميح.

وتابعت وفاء عامر في مداخلة هاتفية مع برنامج “الستات” المذاع عبر فضائية “النهار”، مؤكدة أن ما يحدث هو هجوم مباشر على القوى الناعمة المصرية، وأن الوسط الفني ليس هشًّا كما يتصور البعض، مشيرة إلى أن النقابات الفنية في مصر قوية ولن تسمح باستمرار هذا النوع من التشويه. وطالبت الفنانة المعتزلة إيمان الطوخي بالخروج عن صمتها، والرد على المزاعم التي تلاحقها هي الأخرى، قائلة: “لماذا كل هذا الصمت من إيمان الطوخي؟! حتى لو كانت معتزلة أو محجبة، يجب أن تخرج وتقول هذه ليست ابنتي”.

وأكدت وفاء عامر أنها لن تتواصل شخصيًّا مع إيمان الطوخي، لأن القضية تخطت الخصوصية وتحولت إلى قضية رأي عام تشغل الجميع، مشيرة إلى أن الصمت في مثل هذه الحالات قد يفتح الباب لمزيد من التأويلات والتضليل.

الجدير بالذكر أن مروة يسري ليست وجهًا جديدًا في عالم السوشيال ميديا، حيث نشرت خلال الأشهر الماضية عدة مقاطع وصفت بأنها مثيرة للجدل، تضمنت مزاعم مختلفة، بعضها طريف وبعضها خطير، ولكن الفيديو الأخير الذي بثته اعتُبر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن تضمن اتهامات مباشرة لشخصيات عامة بدون أدلة، وتلميحات خطيرة عن تجارة الأعضاء والتربح من منصات التواصل.

وبعد الضجة التي أثارتها هذه القصة، أصبحت القضية محل متابعة جماهيرية وإعلامية واسعة، خاصة مع تدخل جهات التحقيق وإعلان القبض عليها، ما يفتح الباب أمام تساؤلات جديدة بشأن المسؤولية القانونية والأخلاقية لصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، وحدود حرية التعبير، والتوازن بين العلاج النفسي والمساءلة القانونية.