15 نوفمبر 2025 22:24
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مستقبل الهدنة في غزة على المحك بسبب مقاتلو حماس المحاصرون في الأنفاق

بينما تحاول الأطراف المختلفة في غزة الحفاظ على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر، تتصاعد المخاطر السياسية والعسكرية مع استمرار وجود عدد من مقاتلي حركة حماس محاصرين في أنفاق تحت الأرض شرق القطاع.

هذه الأزمة أصبحت قضية حساسة يصعب حلها، إذ يواجه الوسطاء ضغوطًا كبيرة لإيجاد حل يضمن استمرار الهدنة دون انهيار، في ظل تمسك كل طرف بموقفه ومطالبته الخاصة.

لا تزال إسرائيل غير قادرة على تحديد العدد الدقيق لمقاتلي حماس المحاصرين أو مواقعهم داخل الأنفاق، ويُقدر عددهم بما يصل إلى 200 مقاتل.

ومنذ تقسيم القطاع وفق ما يسمى بـ”الخط الأصفر”، تسيطر إسرائيل على المناطق الشرقية بينما استعادت حماس السيطرة على المناطق الغربية.

وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم السماح لهؤلاء المقاتلين بالخروج أو العودة إلى مناطق الحركة، بينما أكدت حماس على عدم تسليم أسلحتها أو الاستسلام تحت أي ظرف.

شبكة CNN نقلت عن مصادر إسرائيلية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضغط على تل أبيب لتحقيق تقدم في هذا الملف، حيث ناقش صهر الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، القضية مع نتنياهو خلال الأسبوع الماضي، فيما ترغب واشنطن في الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق تشمل إنهاء ملف أسرى رفح.

وتتضمن المرحلة المقبلة من وقف إطلاق النار إنشاء قوة أمنية دولية في غزة، ونزع سلاح حماس، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، وهي خطوات معقدة تتطلب تنسيقًا دبلوماسيًا مع عدة دول. ويظل مقاتلو الأنفاق أحد أبرز الملفات الحساسة، إذ طرح أحد المقترحات ترحيلهم إلى دولة ثالثة، مع ذكر تركيا كخيار محتمل، لكن دون أي تقدم ملموس.

وخلال الأسبوع الماضي، أصدر مكتب نتنياهو بيانات عدة نفى فيها أي تقارير عن الإفراج عن “خلايا إرهابية”، مؤكدًا أن أي اتفاق لم يتم التوصل إليه بعد، وأن الوضع الحالي يعد “قنبلة موقوتة” مع شح الموارد الغذائية والمائية للمقاتلين داخل الأنفاق.

خبراء المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أشاروا إلى أن حماس نفسها لا تعرف عدد من لا يزال على قيد الحياة، بينما شددت كتائب القسام في بيان حديث على رفض مصطلح الحصار، محملة الوسطاء مسؤولية إيجاد صيغة تضمن استمرار وقف إطلاق النار.

وفي الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط على نتنياهو من اليمين المتشدد لمنع أي تسوية تمنح المقاتلين ممرًا آمنًا، فيما شدد وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان على أن الخيارات المتاحة أمامهم تقتصر على الاستسلام أو الموت.

ومن وجهة النظر الأمريكية، قد يحصل هؤلاء المقاتلون على العفو إذا تخلوا عن أسلحتهم ووافقوا على الالتزام بالتهدئة، إلا أن التوصل إلى اتفاق يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي.

وسط هذه التحديات، يبقى مستقبل الهدنة في غزة معلقًا بين الاستمرار في الهدوء أو احتمال اندلاع التصعيد مجددًا بسبب الأزمة المحاصرة لمقاتلي حماس في الأنفاق.