13 أكتوبر 2025 12:30
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مستقبل قطاع غزة بعد وقف الحرب ..هل يلتزم الجانبان بالاتفاق أم هدنة مؤقتة ؟

في مشهد يعيد خلط أوراق الصراع في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد عامين من الدمار، معلنًا بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطته للسلام التي تجمع بين الأمل والريبة ، فبينما يسود الهدوء الحذر في القطاع، تتكشف تساؤلات كبرى حول مصير حكم غزة، وسلاح “حماس”، ومدى التزام إسرائيل بخارطة الطريق الجديدة التي وضعتها واشنطن بمساندة مصر وقطر وتركيا.

وبعد عامين من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الأحد، “انتهاء الحرب”، فيما تستكمل “حماس” وإسرائيل المرحلة الأولى من خطة ترمب للسلام في غزة، التي تتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. غير أن الغموض ما زال يكتنف المراحل المقبلة، خصوصاً ما يتعلق بإدارة القطاع ومستقبل “حماس” وسلاحها.

رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، أوضح في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز أن الوسطاء — مصر وقطر وتركيا — قرروا تأجيل التفاوض بشأن “القضايا الأكثر تعقيداً” مثل نزع سلاح “حماس”، مشيراً إلى أن “الطرفين ليسا جاهزين لعقد اتفاق شامل”.

وتأتي هذه التصريحات لتكشف جانباً من تفاصيل اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى، الذي اعتمد على التزام الطرفين بتنفيذ المرحلة الأولى فقط، مع ترك الملفات الشائكة للمراحل التالية. وقد دفعت الإدارة الأميركية الأطراف إلى إعلان الصفقة قبل اكتمال تفاصيلها النهائية، إذ لم يكن الطرفان قد اتفقا حتى على أسماء الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم عند إعلان الهدنة.

ترمب وصف اتفاق غزة بأنه “ربما أعظم إنجازاته”، مؤكداً أن الحرب التي قتلت أكثر من 67 ألف فلسطيني وتسببت في دمار 80% من القطاع “انتهت أخيراً”. وأضاف خلال رحلته إلى تل أبيب: “كلا الطرفين سئما القتال، ومعظم الناس في المنطقة يدعمون خطة السلام الأميركية”.

غير أن الطريق إلى السلام لا يزال مليئاً بالعقبات، فملف تبادل الأسرى ما زال محل خلاف، خاصة بشأن القادة الفلسطينيين أصحاب الأحكام الطويلة، بينما تصر “حماس” على إدراجهم ضمن الصفقة. كما تبرز عقبات لوجستية أمام إدخال المساعدات الإنسانية، رغم تعهدات بإدخال 600 شاحنة يومياً.

وفي الجانب الأمني، وافق ترمب على نشر قوة شرطة تابعة لـ”حماس” مؤقتاً في غزة، بينما دعت مصر إلى إرسال قوات دولية بتفويض من مجلس الأمن، وأعلنت تركيا استعدادها للمشاركة ضمن قوة مراقبة. لكن تقرير مجلة *فورين أفيرز* حذر من أن إعداد قوة فلسطينية مدرّبة قد يستغرق أكثر من عام ونصف، ما يجعل تنفيذ المراحل المقبلة للخطة الأميركية أكثر تعقيداً.

ومع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة، يبقى السؤال الأبرز: هل تكون هذه الهدنة بداية سلام دائم، أم محطة مؤقتة في صراع لم يقل كلمته الأخيرة بعد؟