مصادر: تقدم في مباحثات اتفاق غزة.. وتفاؤل حذر داخل الوفد الإسرائيلي المفاوض 

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن حالة من التفاؤل الحذر تسود أجواء الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات اتفاق غزة، مشيرة إلى أن الأيام الأخيرة شهدت تطورات ملموسة في مسار المحادثات الجارية، رغم استمرار التخوف من عراقيل قد تظهر في اللحظات الأخيرة قبل الوصول إلى صيغة نهائية للاتفاق المنتظر.

ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام عبرية عن تلك المصادر، فإن المفاوضات التي تُجرى برعاية دولية وإقليمية أحرزت تقدمًا حقيقيًا في تضييق الفجوات بين الأطراف المعنية، خاصة في ما يتعلق بملفي تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهما من أكثر القضايا حساسية في المحادثات الجارية منذ أسابيع.

وأشارت التقارير إلى أن الوفد الإسرائيلي يضم شخصيات أمنية بارزة من جهاز الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)، إضافة إلى ممثلين عن الجيش الإسرائيلي، في خطوة تعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها إسرائيل لهذه المفاوضات، باعتبارها ملفًا أمنيًا وسياسيًا متكاملًا يحتاج إلى تنسيق على أعلى المستويات.

وبحسب المصادر ذاتها، عقد الوفد خلال الساعات الماضية اجتماعات مكثفة مع القيادة السياسية في تل أبيب لتقييم آخر المستجدات، ومراجعة البنود المطروحة، وبحث التصور النهائي لأي اتفاق محتمل يمكن الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة، في حال تجاوز العقبات المتبقية.

ورغم الأجواء الإيجابية التي تهيمن على سير المباحثات، فإن بعض أعضاء الوفد الإسرائيلي أعربوا عن تحفظات تتعلق بآلية تنفيذ الاتفاق وضمانات الاستقرار المستقبلي، خصوصًا ما يخص مدى التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار لفترة طويلة، وتطبيق بنود التفاهمات المتعلقة بالإفراج عن الأسرى والمساعدات الإنسانية دون إخلال أو تعطيل.

كما أوضحت القنوات الإسرائيلية أن الوسطاء في القاهرة أبلغوا الأطراف المشاركة بأن التفاهمات وصلت إلى مرحلة متقدمة “لم يسبق لها مثيل”، وأن الإعلان الرسمي عن الاتفاق قد يتم خلال أيام إذا لم تبرز عراقيل جديدة في اللحظة الأخيرة.

وأكدت المصادر في ختام تصريحاتها أن الوفد الإسرائيلي يتعامل بحذر شديد في تصريحاته الإعلامية، مفضلًا التزام الصمت إلى حين ضمان استقرار جميع البنود الأمنية والفنية الخاصة بالاتفاق، في وقت يسود فيه تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق اختراق حقيقي في الملف خلال الفترة القريبة المقبلة.