27 سبتمبر 2025 15:38
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مصر تدخل عصر الأتوبيس البرمائي: نقلة نوعية تربط السياحة بالنيل والطرق البرية

في خطوة توصف بالاستثنائية وتفتح آفاقًا جديدة أمام قطاع النقل والسياحة، تستعد مصر لتشغيل أول أتوبيس برمائي قادر على السير في مياه النيل وعلى الطرق البرية معًا، وذلك بنهاية العام الجاري، ليصبح نقلة حضارية غير مسبوقة ضمن خطة وزارة النقل لتطوير النقل النهري وتوظيفه كأداة اقتصادية وسياحية مستدامة.

اللواء مفيد صلاح، رئيس هيئة النقل النهري، كشف أن الوحدة الأولى للأتوبيس ستعمل بشكل تجريبي، بالتعاون مع وزارة السياحة وعدد من الشركات، قبل تعميمها في مناطق متعددة، موضحًا أنها ستخصص للسياحة فقط، بهدف ربط مسارات المعالم التاريخية والرحلات النيلية في مدن مثل القاهرة، الأقصر، أسوان، مع توفير زمن الوصول وسهولة التنقل بين البر والنهر.

الأتوبيس مزود بأحدث أنظمة الأمان وخاضع لاختبارات دقيقة قبل التشغيل، مع تنسيق كامل بين وزارات النقل والسياحة والجهات الأمنية لوضع برامج سياحية متكاملة تشمل استخدامه، بما يجعله إضافة جاذبة للسياح الباحثين عن تجربة استثنائية تربط بين التاريخ والحضارة ومتعة النيل.

التجربة تأتي بعد طفرة كبرى في تطوير المجرى الملاحي للنيل، حيث باتت البواخر تسير ليلاً لأول مرة بفضل نظام مراقبة إلكتروني متكامل، مع تحديد مسارات ملاحية واضحة ومركز تحكم حديث بالقاهرة.

وزارة النقل ضخت أكثر من 4 مليارات جنيه في قطاع النقل النهري خلال السنوات الأخيرة، ما رفع عدد وحدات نقل الركاب والبضائع من 289 وحدة في 2014 إلى 400 وحدة في 2023، تنقل أكثر من 18 مليون راكب و7 ملايين طن بضائع سنويًا.

وبحلول 2030، تستهدف الوزارة الوصول إلى 520 وحدة قادرة على خدمة أكثر من 21 مليون راكب و10 ملايين طن بضائع سنويًا، مع توسيع الأرصفة النهرية لتصل إلى 53 وإنشاء بنية معلوماتية تغطي 1855 كم من المجرى الملاحي.

من أبرز المشروعات: رفع كفاءة كبارى هويس المالح لمرور بارجات الحاويات الضخمة، إنشاء أرصفة لوجستية في ميناء الإسكندرية، تكريك الممرات الملاحية وترعة النوبارية، وتحويل مصرف الماكس إلى مجرى ملاحي متطور.

الأتوبيس البرمائي ليس مجرد وسيلة نقل جديدة، بل أيقونة سياحية حضارية تعكس توجه مصر لدمج الابتكار بالنقل المستدام، وتفتح الباب أمام تجربة فريدة تجمع بين عبق النيل وروح السياحة العالمية.