مصر ترسم خريطة صناعية جديدة.. ثورة في التكنولوجيا والطاقة والمواد المتقدمة
نحو اقتصاد أكثر ذكاء واستدامة

تكشف مصر عن واحدة من أوسع وأجرأ خرائط التطوير الصناعي، التي تجمع بين التكنولوجيا فائقة التطور، والاقتصاد الأخضر، والصناعات الثقيلة المعاد هيكلتها، في مزيج يضع البلاد على أعتاب نهضة صناعية جديدة تسابق الزمن وتستهدف الأسواق الإقليمية والعالمية.
الملف يبدأ بقطاع المصاعد والسلالم الكهربائية، الذي يشهد قفزة غير مسبوقة مع إدخال تقنيات التحكم عن بُعد، والمصاعد العاملة بالطاقة الشمسية، وأنظمة أمان متقدمة للسلالم الكهربائية، إضافة إلى نماذج خفيفة الوزن تناسب المباني الذكية. كما تدخل السلالم المقاومة للحرائق والمصاعد الاقتصادية في صدارة الطلب المتزايد داخل مشروعات الإسكان والفندقة الحديثة.
في موازاة ذلك، ترتقي أنظمة الصوت والمراقبة إلى مستوى “البنية التكنولوجية الفائقة”، مع كاميرات تعتمد على الذكاء الاصطناعي وجودة تصوير 4K، وأنظمة صوت محيطية وتقنيات ثلاثية الأبعاد للمؤتمرات، وكاميرات حرارية ترفع من كفاءة تأمين المنشآت، ما يجعل هذه المنظومات جزءًا أساسيًا في المدن الذكية.
أما صناعة الروبوتات المتطورة، فتمثّل إحدى الركائز التي تتحرك مصر لتعزيزها بقوة، عبر روبوتات صناعية لتحسين الإنتاج، وروبوتات طبية دقيقة للجراحة، وأخرى لوجستية لإدارة التخزين والنقل، إلى جانب روبوتات للمهام الخطرة في البيئات الملوثة، وهو ما يضع الصناعة المحلية على بوابة الثورة الصناعية الرابعة.
وفي قطاع الطاقة، تبرز صناعة الهيدروجين الأخضر كأحد أهم القطاعات الاستراتيجية، مع اعتماد تقنيات تحليل المياه بالطاقة المتجددة وتطوير حلول تخزين منخفضة التكلفة، تمهيدًا لاستخدام الهيدروجين كوقود نظيف في النقل والصناعة الثقيلة، بما يجعل مصر لاعبًا محوريًا في سوق الطاقة المستقبلية.
وتتوسع قائمة الصناعات الواعدة لتشمل البتروكيماويات بمنتجات تشمل PVC وPE وPP وPET وPU والمطاط الصناعي، وهي مدخلات أساسية لعشرات القطاعات التحويلية، بما يعزز تنافسية الصناعة المصرية في أسواق المنطقة.
وفي قطاع النسيج والملابس، يجري تطوير خطوط الإنتاج التقليدية بالتوازي مع إدخال تقنيات إعادة تدوير البوليستر ومخلفات المصانع لإنتاج ألياف صناعية جديدة، إلى جانب توسيع إنتاج الغزول والمنسوجات والملابس الجاهزة.
أما الصناعات الغذائية فتشهد طفرة في المنتجات الصحية والبديلة، لحوم نباتية، مشروبات غير ألبانية، وجبات صحية مجمدة، وأطعمة عالية البروتين، بالإضافة إلى إنتاج مكونات صناعية مثل بروتين شرش اللبن وحمض الستريك، استجابة لموجة عالمية تفضل الغذاء الصحي والمستدام.
وفي مجال الجلود، تدخل الصناعة مرحلة أكثر ابتكارًا باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج الأحذية والحقائب والأثاث الجلدي الفاخر، إضافة إلى إعادة تدوير مخلفات المدابغ لصناعة أحماض أمينية وجيلاتين مخصص لقطاعات طبية وصناعية.
وتغطي الخريطة أيضاً قطاع الحديد والصلب بمشتقاته المتنوعة من حديد التسليح إلى الحديد المسطح والمدرفل على الساخن والبارد، والحديد الزهر والستانلس ستيل، مع الاستفادة من مخلفات المصانع عبر تدوير أحماض الجلفنة لإنتاج مواد تستخدم في معالجة المياه، وإعادة تدوير مخلفات الأثاث المعدني، واستخدام الطوب الحراري المستهلك لإنتاج سماد متخصص.
إنها رؤية صناعية شاملة تضع مصر أمام فرصة تاريخية لبناء اقتصاد يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا، ويعزز الاكتفاء الذاتي، ويجذب استثمارات نوعية، ويؤسس لقطاع صناعي قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا.


تعليقات 0