مقتل ياسر أبو شباب في رفح…صراع حماس والعشائر يفتح ملف الميليشيات المتعاونة مع إسرائيل في غزة

تشهد الساحة الجنوبية لقطاع غزة حالة من الغموض والتوتر بعد إعلان مقتل ياسر أبو شباب، زعيم جماعة “القوات الشعبية” المتهمة بالتعاون مع إسرائيل.
ويمثل مقتله منعطفًا جديدًا يكشف تعقيدات الأمن والسياسة والعشائر جنوب القطاع، وسط تضارب الروايات حول الجهة المسؤولة.
أفادت القناة الإسرائيلية “14” بأن ظروف وفاة أبو شباب لا تزال غامضة، بينما نقلت وسائل إعلام عبرية أخرى روايتين متناقضتين:
رواية موقع “srugim”: تشير إلى أن حركة حماس نفذت تصفية أبو شباب في إطار حملة تستهدف المجموعات المتعاونة مع إسرائيل.
رواية القناة “13”: تفيد بأن مقتله جاء نتيجة اشتباكات عشائرية بين مسلحين من عشائر قبيلة الترابين بين بعضهم البعض داخل رفح، في سياق صراع نفوذ محلي.
يُولد تضارب الروايات مزيدًا من الغموض حول ملف أبو شباب، حيث يبدو أن لا أحد يريد تحمل المسؤولية المباشرة، سواء كانت حماس أو العشائر أو إسرائيل، ما يعكس الحساسية الأمنية والسياسية المحيطة بالحادثة.
من هو ياسر أبو شباب؟
ولد أبو شباب عام 1990 في رفح، وينتمي لقبيلة الترابين، قبل أكتوبر 2023، كان معروفًا بسجله الجنائي، شمل الاتجار بالمخدرات، السرقة، وتشكيل مجموعات مسلحة خارج القانون. ومع انهيار منظومة الاحتجاز نتيجة القصف الإسرائيلي لمقار أمنية، عاد أبو شباب سريعًا إلى الساحة.
برز اسمه بعد حادثة استهداف كتائب عز الدين القسام لقوة إسرائيلية من ” المستعربين” شرق رفح، حيث تورطت مجموعته في التنسيق مع الاستخبارات الإسرائيلية.
ومن خلال هذا الدور، تحوّل من شخصية جنائية إلى لاعب أمني يعتمد عليه الاحتلال في مناطق محددة جنوب القطاع.
القوات الشعبية تحت السيطرة الإسرائيلية
استغل أبو شباب خريطة السيطرة الإسرائيلية وشكّل قوة مسلحة ضمت عناصر محلية من الترابين، وشبانًا استقطبوا بحوافز مالية، بالإضافة إلى أفراد سابقين فقدوا نفوذهم خلال الحرب.
ادعت الجماعة أنها تعمل على تأمين المساعدات الإنسانية، لكن تقارير فلسطينية اعتبرتها أداة إسرائيلية لفرض واقع أمني جديد، قبل أن تُوقف إسرائيل تدفق المساعدات، مما حد من دورها الفعلي.
بدأت المجموعة باسم ” جهاز مكافحة الإرهاب” قبل أن تعلن في 10 مايو 2025 اسمها الجديد: “القوات الشعبية”.
من المستفيد من مقتله؟
هناك احتمالين رئيسيين:
1. تصفية على يد حماس: لإنهاء شخصية تُعتبر تهديدًا مباشرًا بسبب تعاونها الأمني مع إسرائيل ونشاط “القوات الشعبية”.
2. صراع داخلي–عشائري: في ظل التوترات بين العشائر المسلحة جنوب رفح، يصبح احتمال الاشتباك الداخلي واردًا، خصوصًا مع غياب الاستقرار الأمني.
يبقى مقتل أبو شباب لغزًا مفتوحًا يعكس هشاشة المشهد الأمني جنوب غزة، حيث تتقاطع مصالح الفصائل والعشائر والاحتلال، وتستمر ولادة المجموعات المسلحة في فراغ السلطة. مقتله لا يمثل نهاية رجل واحد، بل نهاية مرحلة من محاولات إسرائيل خلق قوة محلية بديلة، وإنذارًا بصراع داخلي محتمل مع استمرار غياب الاستقرار.


تعليقات 0