من بدري أمان.. حملة وطنية لإنقاذ الأرواح باكتشاف الأورام مبكرًا
وتقديم الرعاية المجانية في 5 محافظات

أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن الدولة تخوض معركة حاسمة ضد الأورام السرطانية عبر حملة “من بدري أمان”، التي أطلقتها الوزارة للكشف المبكر عن 5 أنواع رئيسية من السرطان: الثدي، الرئة، القولون، البروستاتا، وعنق الرحم، وذلك في إطار استراتيجية متكاملة تستهدف التدخل المبكر وإنقاذ الأرواح.
أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة لشؤون مبادرات الصحة العامة، أن الحملة لا تكتفي برفع الوعي، بل تقدم خدمات تشخيصية وعلاجية مجانية باستخدام أحدث التقنيات العالمية، من بينها الذكاء الاصطناعي لتسريع دقة التشخيص، وتوظيف البروتوكولات العلاجية الحديثة.
وأضاف أن الحملة تمثل أحد أضخم إنجازات مبادرات رئيس الجمهورية، والتي لم تعد حملات وقتية، بل أصبحت جزءًا من استراتيجية الدولة الصحية، تصل لكل مواطن يحتاج للرعاية، في جميع ربوع الوطن.
الأرقام
وكشف الدكتور عبدالغفار أن المبادرة قدّمت نحو 120 ألف خدمة، شملت:
60,400 زيارة لدعم صحة المرأة
25 ألف فحص لأورام القولون
1,200 اختبار لعنق الرحم
2,000 عينة PSA لتحليل البروستاتا
50 ألف استبيان لتقييم عوامل الخطورة
كما تم تأهيل وحدات الرعاية الأولية لضمان تقديم فحوص شاملة وآمنة تحترم خصوصية المرضى، مع تطبيق صارم لمكافحة العدوى.
وأشار عبدالغفار إلى أن المبادرة نجحت في اكتشاف عدد كبير من حالات أورام القولون قبل أن تتحول إلى سرطانات، حيث تم استئصال نتوءات محتملة الخطورة أثناء إجراء المناظير للأشخاص الذين أظهرت تحاليل “الدم في البراز” نتائج إيجابية، رغم عدم ظهور أعراض واضحة عليهم.
وأكد أن نصف هذه الحالات لم تكن سرطانية بعد، لكنها كانت في مرحلة ما قبل السرطان، وتم التعامل معها بنجاح.
أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن المبادرة تستهدف الفئات العمرية والجينية المعرضة للخطر حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض، مؤكدًا أن 15% فقط من نتائج تحاليل “الدم في البراز” الإيجابية تشير إلى أورام سرطانية فعلية، بينما الغالبية تعود لأسباب حميدة.
وختم بالقول: “اكتشاف حالة واحدة من بين كل 7 إلى 10 حالات خضعت للفحص بالمنظار يُعد استثمارًا صحيًا وإنسانيًا كبيرًا مقارنة بكلفة علاج المراحل المتقدمة من المرض، والأهم، أنه ينقذ حياة إنسان”.
الفئات المستهدفة
وتركز المبادرة على الفحص المبكر لدى المواطنين الذين لا يعانون من أعراض واضحة، ولكنهم ينتمون إلى فئات عالية الخطورة تشمل:
الفئات العمرية فوق 45 عامًا (أو أقل في حالة وجود تاريخ عائلي للمرض).
من لديهم عوامل وراثية أو جينية معروفة.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.
من تظهر عليهم مؤشرات أولية من خلال الفحوصات التحليلية الدورية.
وتعتمد المبادرة على منظومة إلكترونية متكاملة لتسجيل ومتابعة الحالات، وتستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في قراءة نتائج الأشعة والتحاليل، بما يسهم في:
زيادة دقة التشخيص وتقليل نسبة الخطأ البشري.
تصنيف المرضى حسب درجة الخطورة وتوجيههم لمسارات العلاج المناسبة.
سرعة التعامل مع الحالات المكتشفة ومنع تفاقمها.
نتائج أولية
أظهرت المرحلة الأولى من المبادرة مؤشرات نجاح مبكّرة، من أبرزها:
اكتشاف أورام في مراحل ما قبل السرطان بنسبة كبيرة خاصة في القولون والثدي.
استئصال نتوءات ما قبل سرطانية قبل تحوّلها إلى أورام خبيثة.
تقديم العلاج المناسب للمكتشف إصابتهم وفق أحدث البروتوكولات المعتمدة عالميًا.
زيادة الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر، وارتفاع معدلات الإقبال الطوعي.
كما تهدف وزارة الصحة إلى تعميم المبادرة على مستوى الجمهورية خلال مراحل لاحقة، بحيث تشمل:
تغطية جغرافية أوسع تشمل جميع المحافظات.
التوسع في أنواع الأورام التي يجري فحصها.
إدماجها ضمن نظام التأمين الصحي الشامل.
الشراكة مع منظمات المجتمع المدني لتعزيز الوصول إلى الفئات الأقل وعيًا.
تسعى مبادرة “من بدري أمان” إلى تكريس مفهوم الوقاية كخط الدفاع الأول، فالفحص المبكر لا يحمي فقط من الألم والخطر، بل يُعيد تشكيل مستقبل الرعاية الصحية في مصر، ويمنح المواطنين الأمل في الشفاء بأقل كلفة، وبأعلى درجات الكفاءة والرعاية.
تعليقات 0