16 ديسمبر 2025 16:29
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي في تل أبيب لبحث الخلافات الأمريكية الإسرائيلية

شهدت العاصمة الإسرائيلية تل أبيب لقاءً غير مسبوق بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي توم برّاك، الذي حمل رسائل شديدة اللهجة من إدارة الرئيس دونالد ترامب، تكشف عن خلافات عميقة بين الطرفين حول ملفات غزة وسوريا ولبنان.

وقد وصفت هيئة البث الإسرائيلية هذه الزيارة بأنها “بالغة الحساسية”، نظراً لتزامنها مع مرحلة حرجة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي بدأ في 10 أكتوبر الماضي، واستمرار الخروقات اليومية التي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا المدنيين.

وكشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن مهمة برّاك تتعلق بتقييم ما إذا كان نتنياهو شريكًا موثوقًا في تنفيذ الخطة الأمريكية الخاصة بمرحلة إعادة الاستقرار بغزة، على أن يتم حسم الصورة الكاملة خلال لقاء مرتقب بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي في فلوريدا يوم 29 ديسمبر الجاري.

واعتبرت المشاركة التركية في قوة الاستقرار الدولية المقترحة لغزة من أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين. فبينما تضمنت الخطة الأمريكية إنشاء قوة دولية بقيادة أمريكية لتفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس تدريجيًا وخلق سلطة بديلة، أصر برّاك على ضرورة مشاركة أنقرة نظرًا لنفوذها الإقليمي وقدراتها العسكرية، وهو ما اعتبرته إسرائيل خطًا أحمر، معتبرة أن إدخال جهة تربطها علاقات بحماس قد يقوض جوهر الخطة برمتها ويعرقل المرحلة الثانية التي تشمل إعادة إعمار القطاع ومستقبل حكمه ومصير سلاح حماس.

كما وجهت واشنطن تحذيرات واضحة حول العمليات الإسرائيلية في سوريا، مؤكدين على الحفاظ على استقرار النظام السوري ورفض أي عمل قد يزعزع الاستقرار في دمشق، فيما تم التوصل إلى تفاهمات حول استمرار الرغبة الإسرائيلية في التحرك داخل سوريا واستمرار المفاوضات حول الاتفاق الأمني، بما يجعل كل طرف على وعي بدوره ومسؤولياته.

غضب الإدارة الأمريكية

وعلى صعيد آخر، أثارت عملية اغتيال القيادي العسكري في حماس رائد سعد غضب الإدارة الأمريكية، إذ اعتبرت واشنطن أن إسرائيل لم تبلغها مسبقًا ولم تُجري أي مشاورات حول العملية، مما اعتُبر خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، في حين أوضح الجانب الإسرائيلي أن العملية كانت ردًا على انتهاكات حماس للاتفاق لضمان استمراريته.

وفي الملف اللبناني، أبدت واشنطن اعتراضًا على أي توسع إسرائيلي في العمليات العسكرية ضد حزب الله، بينما ضغطت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لتوسيع الهجوم، معتبرة أن الضربات المحددة لم تُنهي التهديد، وأن هناك فرصة لمنع تعزيز قدرات حزب الله مجددًا، مع تأكيد رئيس أركان الجيش على الرد الحازم على أي خرق للاتفاق.