نداء الأرض.. عودة “كاسر العظام” إلى جبال الألب بعد قرن من الانقراض

بعد أكثر من قرن على اختفاء النسر الملتحي المعروف بـ”كاسر العظام” من سلسلة جبال الألب، يعود هذا الطائر المهيب إلى سماء أوروبا بفضل مشروع إعادة توطين ناجح تقوده مؤسسة حماية النسور.
رحلة بقاء فريدة
مع ذوبان الجليد على القمم الأوروبية كل عام، تنطلق صغار النسور الملتحية في أولى رحلاتها الجوية، معتمدة على جثث الماعز والوعول النافقة في الشتاء كمصدر غذاء، قبل أن تتحول مع نضوجها إلى التغذي على العظام بشكل شبه كامل، في سلوك فريد بين الطيور.
يمتد جناح النسر الملتحي إلى نحو 2.85 متر، ويمكنه قطع مسافة تفوق 700 كيلومتر يوميًا بحثًا عن الغذاء.
من الاستهداف إلى الحماية
قبل قرن من الزمن، اعتقد سكان المناطق الجبلية أن هذه النسور تخطف الحملان والأطفال، فخصصت مكافآت لاصطيادها، ما أدى إلى انقراضها من جبال الألب. وقتل آخر نسر ملتحي بري عام 1913 في وادي أوستا الإيطالي.
مشروع إعادة الإحياء
عام 1986 بدأت مؤسسة حماية النسور إطلاق طيور تربّت في الأسر إلى البرية. ومنذ ذلك الحين أُعيد توطين 264 نسرًا ملتحيًا في الألب، وأصبحت الأعداد اليوم بحالة اكتفاء ذاتي مع ولادة 522 فرخًا بريًا منذ عام 1997.
عام 2009 أدرج الاتحاد الأوروبي النسر الملتحي ضمن الأنواع المحمية، وفي فرنسا تصل عقوبة صيده إلى غرامة 150 ألف يورو والسجن ثلاث سنوات.
تحديات جديدة رغم النجاح
رغم تعافي الأعداد، تواجه النسور الملتحية تهديدات مستمرة، أبرزها التسمم الناتج عن جثث حيوانات تحتوي على أدوية، إضافة إلى الاصطدام بخطوط الكهرباء وتوربينات الرياح وتدهور الموائل الطبيعية، ما أدى إلى انخفاض أعدادها بنسبة 29% خلال العقود الثلاثة الماضية.
أرقام تعكس الأمل
تقدّر مؤسسة حماية النسور وجود نحو 460 نسرًا ملتحيًا في جبال الألب عام 2025، مع ولادة 61 فرخًا بريًا في عام 2024 وحده.
ويقول خوسيه تافاريس، مدير المؤسسة: “عدد النسور في الألب يزداد بشكل متسارع، والمزارعون الذين كانوا يستهدفونها سابقًا أصبحوا اليوم ينظرون إليها بإعجاب، تمامًا كما يفعل المتنزهون والسياح الذين يرفعون أعينهم نحو السماء بحثًا عن هذا الطائر النادر.”
تعليقات 0