نزيف بلا توقف… إسرائيل تدفع ثمن حرب غزة اقتصاديًا وسياسيًا

على أعتاب العام الثاني من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، تتكشف ملامح أزمة اقتصادية خانقة تهدد بنسف استقرار إسرائيل الداخلي وإضعاف صورتها عالميًا، خاصة لدى العواصم الأوروبية، رغم الدعم المالي السخي الذي تمنحه واشنطن.
فقد جدد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في لقائه بوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في مارس الماضي، التزام بلاده بما وصفه بـ”الأمن الاقتصادي لإسرائيل”.
تكاليف معيشة تثقل كاهل الإسرائيليين
منذ اندلاع الحرب، يعيش الإسرائيليون تحت وطأة موجة غلاء غير مسبوقة وتباطؤ اقتصادي حاد، تزامن مع نزوح نحو 250 ألف مواطن من الشمال والجنوب، لم يعد 40% منهم إلى منازلهم حتى الآن.
وتم إيواؤهم في 438 فندقًا ومنشأة إخلاء، بكلفة وصلت إلى 6.4 مليارات شيكل (1.8 مليار دولار)، بحسب بيانات رسمية.
عجز قياسي… وأرقام مثيرة للجدل
رغم محاولات حكومة بنيامين نتنياهو التقليل من حجم الخسائر، أعلنت وصول العجز المالي إلى 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي (136 مليار شيكل – 36.1 مليار دولار) في 2024، إلا أن تقديرات الصحافة الاقتصادية تشير إلى أن النسبة الحقيقية تقترب من 7.2% (142 مليار شيكل – 37.7 مليار دولار).
تكلفة الحرب… نزيف يومي بالملايين
وزير الخزانة الإسرائيلي كشف أن تكلفة الحرب المباشرة تصل إلى 246 مليون دولار يوميًا، فيما قدرت صحيفة “كالكاليست” إجمالي النفقات حتى نهاية 2024 بنحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار).
وفي ديسمبر وحده، سجلت الخزانة عجزًا بقيمة 19.2 مليار شيكل (5.2 مليارات دولار)، مدفوعة بتمويل الحرب على غزة ولبنان.
توقعات قاتمة للنمو والدين العام
محافظ بنك إسرائيل أمير يارون حذر من أن استمرار الحرب لستة أشهر إضافية سيقلص النمو في 2025 بنصف نقطة مئوية، ويرفع الدين العام إلى 71% من الناتج المحلي الإجمالي.
كما يرجح خبراء البنك المركزي خفض سعر الفائدة من 4.5% إلى 4% بحلول 2026 على أمل كبح التضخم، الذي بلغ 3.6% في أبريل، متجاوزًا النطاق المستهدف.
وتشير التقديرات إلى خسائر تقترب من 400 مليار دولار خلال العقد المقبل، معظمها من آثار غير مباشرة مثل تراجع الاستثمار وانهيار الإنتاجية.
السياحة… ضحية أخرى للحرب
قطاع السياحة الإسرائيلي تلقى ضربة موجعة، إذ تراجعت السياحة الوافدة بأكثر من 70% مقارنة بـ2023، ما أدى لخسائر بلغت 3.4 مليارات دولار (12 مليار شيكل).
ومع توقف أغلب شركات الطيران الدولية عن تسيير رحلات إلى تل أبيب، باتت إسرائيل شبه معزولة عن السياحة الخارجية، في وقت أُغلق فيه نحو 60 ألف مرفق سياحي، وخسر القطاع ثلثي قوته العاملة.
تعليقات 0