27 ديسمبر 2025 13:52
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

واشنطن تطرح نزع سلاح شامل في غزة وقلق إسرائيلي من ترتيبات اليوم التالي

خطة ما بعد الحرب تتكشف

كشف مسؤول في البيت الأبيض، في تصريحات لموقع «أكسيوس» اليوم السبت، عن ملامح الخطة الأميركية الخاصة بقطاع غزة، والتي تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنها لا تقتصر على الفصائل الفلسطينية فحسب، بل تنطبق أيضًا على الميليشيات المسلحة المدعومة من إسرائيل.

وبحسب المسؤول، تتصور الخطة عملية نزع سلاح تدريجية تبدأ بالأسلحة الثقيلة، مثل الصواريخ والقذائف، قبل أن تمتد لاحقًا إلى الأسلحة الخفيفة، في إطار ترتيب أمني شامل لمرحلة ما بعد الحرب.

وتنص الخطة على الاعتراف بحكومة فلسطينية تكنوقراطية جديدة بوصفها الجهة الوحيدة المسؤولة عن حفظ الأمن والنظام العام، والكيان الوحيد المخوّل بامتلاك واستخدام السلاح داخل غزة، مع إتاحة المجال أمامها لطلب دعم من قوة استقرار دولية لتفكيك السلاح.

وأشار «أكسيوس» إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، يُبدي تشككًا واسعًا تجاه إطار نزع السلاح المقترح، وكذلك بشأن تركيبة الحكومة التكنوقراطية، وقوة الاستقرار الدولية، والأدوار المحتملة لكل من تركيا وقطر في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نحن لا نرى نتائج الاجتماع الأخير في ميامي على أنها إيجابية»، فيما أوضح مسؤول كبير في البيت الأبيض أن أحد أهداف هذا الاجتماع كان استكشاف مطالب نتنياهو قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

الضغط على إسرائيل وملف الهدنة

وأكد مسؤول في البيت الأبيض أن الجانبين اتفقا على أن يثير ترمب مع نتنياهو ضرورة التزام الجيش الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، والعمل الجاد على تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، في ظل تصاعد الانتقادات الدولية.

كما تم الاتفاق على الإسراع بتسمية الحكومة الفلسطينية التكنوقراطية، لتمكينها من تولي إدارة الشؤون اليومية في غزة بدلًا من حركة حماس، حيث أكدت واشنطن أنها قامت بفحص المرشحين المحتملين بدقة، وشاركت أسماءهم مع عدد من دول المنطقة.

ومن المقرر أن تحظى الحكومة الفلسطينية الجديدة بدعم «مجلس السلام» الذي يرأسه ترمب، وبإشراف مباشر من ممثله على الأرض، المبعوث الأممي السابق نيكولاي ملادينوف.

وبحسب ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض، ستتولى الحكومة الفلسطينية كذلك الإشراف على عملية نزع السلاح في القطاع، على أن يكون التحدي الأبرز هو إقناع حماس وبقية الجماعات المسلحة بالاعتراف بالحكومة الجديدة كجهة وحيدة مسؤولة عن الأمن واستخدام القوة.

وفي سياق متصل، قال مسؤولون في البيت الأبيض لـ«أكسيوس» إن ترمب يعتزم إثارة ملف الضفة الغربية خلال لقائه مع نتنياهو، في ظل مخاوف أميركية متزايدة من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية.

وأضافوا أن إدارة ترمب ترغب في إطلاق خطة إصلاح شاملة وقوية للسلطة الفلسطينية، لكنها ترى أن هذه الجهود ستفشل إذا استمرت إسرائيل في تقويضها ميدانيًا وسياسيًا.

كما تسعى واشنطن إلى دفع إسرائيل لاتخاذ خطوات ملموسة للحد من عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، والإفراج عن مليارات الدولارات من عائدات الضرائب الفلسطينية المحتجزة، إضافة إلى التوصل لتفاهمات مع الولايات المتحدة بشأن ملف الاستيطان.

ويرى البيت الأبيض أن الفرص الإقليمية المتاحة أمام إسرائيل لا تزال كبيرة، إلا أن الضرر الذي لحق بمكانتها الدولية بعد عامين من الحرب يُعد بالغ الخطورة.

ووصف موقع «أكسيوس» الزيارة المرتقبة لنتنياهو إلى منتجع «مارالاغو» بأنها زيارة «حاسمة» لمستقبل اتفاق غزة، ناقلًا عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: «لقد عرضنا على نتنياهو جميع الفرص والتحديات. الرئيس ترمب متفائل بقدرته على المساعدة، لكن ذلك لن يكون ممكنًا إذا استمرت السياسات على حالها».