في خطوة توصف بأنها الأكثر أهمية في مسار إنهاء الحرب على غزة، تنطلق غدًا الاثنين فعاليات قمة شرم الشيخ للسلام في مدينة شرم الشيخ المصرية، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 20 دولة عربية وأوروبية وآسيوية، إلى جانب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والمجلس الأوروبي.

وتعد القمة حدثًا محوريًا في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وإعادة إطلاق مسار السلام في الشرق الأوسط على أسس جديدة تضمن الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها.

أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع نظرائه في الدول العربية والإسلامية والأوروبية والآسيوية، ناقلًا دعوة الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي ترامب إلى القادة للمشاركة في القمة، التي من المنتظر أن تُختتم بالتوقيع على وثيقة إنهاء الحرب في غزة.

وخلال تلك الاتصالات، تناول الوزير عبد العاطي الترتيبات النهائية والتحضيرات الفنية والسياسية لعقد القمة، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي يتمثل في تدشين فصل جديد من السلام والأمن الإقليمي، ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ شهور، في إطار رؤية مشتركة بين القاهرة وواشنطن لإحلال السلام الدائم في الشرق الأوسط.

كما أجرى عبد العاطي اتصالًا مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، جرى خلاله استكمال النقاش حول التفاصيل التنظيمية وجدول أعمال القمة التي تعقد تحت الرئاسة المشتركة المصرية الأمريكية.

ومن المنتظر أن يشارك في القمة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى جانب وفود رفيعة من أكثر من عشرين دولة من أوروبا وآسيا والعالم العربي.

وتأتي القمة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس، والذي ينص على انسحاب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة، تليه مهلة 72 ساعة لحماس للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الـ48، ضمن صفقة تبادل تشمل نحو 1900 أسير فلسطيني.

وفي قطاع غزة، تستمر استعدادات وزارة الصحة الفلسطينية لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، بينما يواصل الهلال الأحمر المصري جهوده المكثفة من خلال قوافله الإغاثية، حيث انطلقت من العريش 400 شاحنة تحمل أكثر من 9 آلاف طن من المساعدات الإنسانية ضمن قافلة “زاد العزة”، تجسد دعم مصر الثابت للشعب الفلسطيني.

وتتجه الأنظار غدًا إلى شرم الشيخ، حيث تأمل الشعوب العربية والمجتمع الدولي أن تكون القمة نقطة تحول حقيقية تُنهي دوامة الحرب وتفتح صفحة جديدة من السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.