العريش تحتفي بالهوية الوطنية في أولى فعاليات ملتقى الثقافة والهوية الوطنية

شهد قصر ثقافة العريش انطلاق فعاليات ملتقى “الثقافة والهوية الوطنية”، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وسط حضور نخبة من الشعراء والمثقفين، في أجواء تعكس عُمق الهوية المصرية وأصالة التراث السيناوي.

حضر الافتتاح عدد من القيادات الثقافية البارزة، أبرزهم الشاعر د. مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، د. شعيب خلف، مدير عام إقليم القناة وسيناء الثقافي، وأشرف المشرحاني، مدير عام ثقافة شمال سيناء، إلى جانب الشاعر حسونة فتحي، أمين عام الملتقى، وعدد من الأدباء والنقاد.

في كلمته، أشاد د. مسعود شومان بالدور المتنامي لوزارة الثقافة في رعاية الأدباء، مشيرًا إلى أهمية دراسة ثقافة البادية واستلهام القيم الأصيلة في المجتمعات المهمشة بحثيًا، مؤكدًا أن الهوية لا تُصاغ فقط من الماضي، بل من قراءة الحاضر والتفاعل مع المستقبل.

من جانبه، أوضح الشاعر حسونة فتحي أن الملتقى هذا العام يركز على الهوية الوطنية المصرية في ظل التحديات المعاصرة، وعلى رأسها هيمنة التكنولوجيا، داعيًا إلى تعزيز اللغة العربية في الفضاء الرقمي.

العريش

فيما أكد الكاتب سيد الوكيل، شخصية الملتقى، على الدور التنويري للثقافة في سيناء، مشيدًا بثراء الحوارات والمداخلات الفكرية.

شهد اليوم الأول جلستين بحثيتين مميزتين، الأولى بعنوان “الهوية المصرية.. إشكالية المفهوم وتحديات المستقبل” وأدارها د. نانسي إبراهيم، حيث ناقش د. شريف صالح العلاقة بين العولمة وتآكل الهوية الوطنية، وطرح تساؤلات حول قدرة الثقافة المحلية على الصمود في وجه المد الاستهلاكي والتقني.

أما الجلسة الثانية، “تشكلات الهوية في عصر الذكاء الاصطناعي”، فقدم فيها د. محمد سليم شوشة قراءة معمقة للتحولات الفكرية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي، محذرًا من فجوة رقمية تهدد الوجود الثقافي العربي ما لم يتم التعامل معها بوعي علمي واستراتيجي.

اختتم اليوم الأول بعروض فنية مبهجة لفرقة العريش للفنون الشعبية، التي قدمت رقصات تراثية مثل “الدحية” و”الدبكة”، وسط تفاعل حار من الحضور، بمشاركة الفنان أحمد حسن والمطرب غريب مؤمن، في مشهد احتفائي يعكس روح سيناء الأصيلة.

وتتواصل فعاليات الملتقى حتى غدٍ الخميس، متضمنة جلسات بحثية، مائدة مستديرة، وأمسية شعرية، في إطار سعي وزارة الثقافة لتجديد الخطاب الثقافي وتعزيز الشعور بالهوية في مواجهة متغيرات العصر.