تين أبو سمور.. قصة نجاح من رحم الصعاب في سيناء

في قلب سيناء، حيث تتقاطع التحديات مع الأمل، تبرز حكاية الحاج عبدالمنعم أبو سمور لتؤكد أن الإرادة قادرة على صناعة النجاح حتى في أقسى الظروف.

فبينما تراجع كثيرون عن استصلاح أراضيهم أو غيّروا نشاطهم الزراعي بسبب الأوضاع الأمنية العصيبة عام 2017، اختار هو طريقًا آخر: طريق الصمود والعمل والإبداع.

في شتاء عام 2017 كان الحاج عبدالمنعم يستعد لزراعة شتلات التفاح في أرضه الجديدة بسيناء بعد جهود مضنية في استصلاحها، لكن الصدمة جاءت حين تعذر وصول الشتلات نتيجة القيود الأمنية المفروضة على المنافذ ضمن خطة الدولة لمكافحة الإرهاب.

وجد المزارعون أنفسهم في أزمة خانقة، دفعت بعضهم إلى التوقف عن الزراعة أو هجر الأرض، لكن الرجل قرر أن يواجه التحدي بروح مختلفة.

بينما كان يتأمل أوضاعه الصعبة، لفت نظره وجود شجرة تين صغيرة بجوار منزله يعتمد عليها وأبناؤه في غذائهم اليومي، ومن هذه الشجرة البسيطة انطلقت الفكرة: لماذا لا تتحول إلى أساس لمزرعة كاملة؟ وهكذا بدأ مشروعًا جديدًا في زراعة التين السيناوي، المعروف بسهولة رعايته وقلة خدمته، لكنه لم يكن قد دخل مجال الاستثمار التجاري بشكل واسع.

تجربة ناجحة
بإصرار واضح، زرع الحاج عبدالمنعم عقلات التين إلى جانب نباتات الكانتالوب، وسرعان ما نمت بقوة لتتحول خلال سنوات قليلة إلى أشجار مثمرة.

نجح في تحويل التحدي إلى فرصة، ليصبح أحد رواد زراعة التين الأخضر في سيناء، ويضرب مثالًا على أن التغيير قد ينطلق من أبسط فكرة.

مع انحسار آثار الحرب وبدء مسيرة التنمية، أصبح الرجل نموذجًا يحتذى به، فقد وفر فرص عمل لأبناء منطقته وحافظ على الأرض خضراء، كما فتح آفاقًا جديدة لتوسيع زراعة التين في سيناء، مع احتمالات مستقبلية لإنشاء مصانع إنتاج المربى أو وحدات تجفيف وتعبئة.

أعاد الحاج عبدالمنعم أبو سمور للتين السيناوي الأخضر مكانته في الأسواق، حتى بات يقترح أن يعرف باسم “تين أبو سمور”، تكريمًا لإرادته الصلبة وإيمانه العميق بالله وحبه للأرض والوطن.