26 يوليو 2025 00:48
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

خطة بيئية متكاملة تعيد رسم ملامح مدينة طور سيناء

وتضعها على خريطة التنمية

أعلن الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، عن انطلاق خطة طموحة لتحسين البيئة بمختلف مدن المحافظة، وفي القلب منها مدينة الطور، التي بدأت تتخلص من أعباء الإهمال البيئي وتدخل مرحلة جديدة من التطوير الشامل.

وأكد المحافظ أن جنوب سيناء، بوصفها محافظة سياحية عالمية، تستحق منظومة بيئية متكاملة لا تقتصر على مدينة شرم الشيخ، بل تشمل جميع المدن، وعلى رأسها الطور، عاصمة المحافظة، التي شهدت خلال الفترة الماضية تطورات غير مسبوقة في إدارة المخلفات الصلبة، من خلال تنفيذ مشروعات نوعية تضع البيئة على رأس أولويات التنمية المستدامة.

وأوضح أن منظومة المخلفات بمدينة الطور شهدت نقلة كبيرة، بدأت بتسليم محطة الفرز بعد تطويرها وتزويدها بمعدات حديثة لتعظيم الاستفادة من النفايات، إلى جانب الانتهاء من إنشاء مدفن صحي جديد داخل الموقع الحالي للمقلب القديم بالمنطقة الحرفية، وذلك ضمن عقد تعاون مشترك بين وزارات التنمية المحلية والبيئة والتخطيط، وهيئة التصنيع العربية.

ويضم المدفن الصحي الجديد خلية دفن صحية، وبحيرة تبخير، ومنطقة خدمات متكاملة، تم تصميمها وفق أعلى المعايير البيئية، مما يعكس جدية الجهود المبذولة لإنهاء ملف المخلفات التاريخي الذي لطالما أرهق المدينة.

وأشار المحافظ إلى أن نقاط القوة في منظومة الطور تتمثل في توافر معدات حديثة لجمع ونقل القمامة، من بينها ثلاث سيارات مكبس هيدروليكي، فضلًا عن الجهد اليومي الذي تبذله الوحدة المحلية في جمع النفايات من جميع الأحياء، ما منح المدينة وجهًا حضاريًا يعكس تطورها ويشجع على الاستثمار والسياحة.

لكن الطريق لم يكن خاليًا من التحديات، إذ أشار المحافظ إلى وجود عدد من نقاط الضعف التي تتطلب حلولًا مبتكرة، مثل اتساع الرقعة الجغرافية للمدينة مقابل كثافة سكانية محدودة، ما يزيد من كلفة الجمع والنقل، فضلًا عن تعطل بعض معدات النظافة، وغياب آليات التخلص النهائي الآمن لبعض المخلفات حتى اللحظة.

وفي المقابل، يرى المحافظ أن هناك فرصًا واعدة لتعزيز هذه المنظومة، أبرزها الاهتمام السياسي الواضح بهذا الملف، إلى جانب توفر الأراضي المناسبة لإقامة مشروعات بيئية جديدة، والانتهاء من إنشاء مدفن خارج النطاق العمراني، ورفع كفاءة محطة الفرز، ما يفتح آفاقًا لتحول بيئي حقيقي في الطور.

ومن جانبه، أوضح علي حمادة، رئيس مدينة الطور، أن المدينة مقسمة إلى 8 قطاعات نظافة، وتضم 560 صندوقًا للقمامة يتم تفريغها ونقلها بشكل دوري باستخدام أسطول متكامل من سيارات النظافة والمكابس، مشيرًا إلى أن متوسط إنتاج الفرد من القمامة بلغ نحو 0.95 كجم يوميًا، وهو معدل مرتفع نسبيًا لكنه لا يخرج عن نطاق المتوسطات المعتمدة بالدول النامية.

وأشار حمادة إلى أن القمامة تُجمع وتُنقل إلى المقلب العمومي بالمدينة الذي تبلغ مساحته 84 ألف متر مربع، ويضم وحدة فرز تعمل بشكل يومي على فصل المخلفات واستثمارها، في خطوة تعكس جدية الدولة في تحويل القمامة إلى مورد اقتصادي.

وبهذه الخطوات، تتحول مدينة الطور من مجرد عاصمة إدارية إلى نموذج بيئي متكامل يعكس توجهات الدولة نحو التنمية المستدامة، ويؤكد أن البيئة لم تعد عبئًا، بل ركيزة رئيسية من ركائز التنمية الحديثة في جنوب سيناء.