شمال سيناء في قلب العاصفة..رياح عاتية وسحب ممطرة تضع المحافظة في حالة طوارئ قصوى

تتحول شبه جزيرة سيناء اليوم إلى مسرح للتناقضات المثيرة؛ فبينما تستنفر “أرض الفيروز” في شمالها لمواجهة غضبة الطبيعة وتقلبات الطقس، تفتح أحضانها في الجنوب لآلاف السائحين الذين شدوا الرحال للاحتفال بـ “الكريسماس” في أجواء أسطورية وصلت فيها نسبة الإشغالات إلى ذروتها القصوى.

على وقع رياح بلغت سرعتها 30 كم/ساعة ورطوبة خانقة ناهزت الـ 81%، رفعت محافظة شمال سيناء درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى. ديوان عام المحافظة تحول إلى “خلية نحل” لا تنام، حيث تم ربط غرفة العمليات المركزية بمجالس المدن في سباق مع الزمن لرصد أي طارئ.

ومع هطول الأمطار متفاوتة الشدة، تضع المحافظة سيناريوهات التدخل الفوري لمواجهة احتمال تدفق السيول، لضمان سلامة المواطنين وتأمين الطرق الحيوية التي تربط مدن الساحل بالداخل.

وعلى نقيض أجواء الطوارئ في الشمال، تعيش محافظة جنوب سيناء “عصرها الذهبي” سياحياً؛ حيث أعلنت شعبة السياحة عن تسجيل الفنادق نسبة إشغال تاريخية بلغت 100%.

السياح من مختلف الجنسيات اختاروا دفء سيناء ليكون وجهتهم في أعياد الميلاد، مما جعل المدن السياحية تتألق في مشهد تسويقي عالمي يعكس حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها المنطقة.

وبعيداً عن صراع الطقس وصخب السياحة، برز الدور الدعوي لوزارة الأوقاف بجنوب سيناء، التي أطلقت حملات مكثفة لتعزيز القيم الأخلاقية ومواجهة الفكر المتطرف. هي رسالة طمأنة وبناء للوعي، تؤكد أن سيناء ليست فقط مقصداً للجمال، بل هي منارة للقيم والوسطية.

من جانبها، كشفت هيئة الأرصاد الجوية عن خريطة “طقس السبت والأحد”، مشيرة إلى ظهور سحب منخفضة ومتوسطة تتربص بالسواحل الشمالية الشرقية.

وبينما سجلت القاهرة 20 درجة مئوية نهاراً، يبقى التحذير الأكبر من “ليل شديد البرودة” يفرض سيطرته على أغلب الأنحاء، مما يستوجب الحذر التام لكل المرتادين والمسافرين عبر طرق سيناء الدولية.