طوابير الاعتذار في جنوب سيناء… مشاهد إنسانية تسبق ماراثون الثانوية العامة

شهد مقر مديرية التربية والتعليم بجنوب سيناء، توافدًا لافتًا من المعلمين الراغبين في التقدم باعتذارات عن المشاركة في أعمال امتحانات الثانوية العامة لعام 2025.

انطلقت أعمال لجنة تلقي الاعتذارات وسط حالة من التنظيم المشدد، برئاسة فايز زاهر، عضو لجنة الإدارة بالمنصورة، وبمشاركة مسؤول أمن المديرية عزت الصغير، حيث بدأ استقبال الطلبات من المعلمين المرشحين للمشاركة في لجان الامتحانات، على أن تستمر اللجنة في عملها لمدة ثلاثة أيام فقط، حتى الخميس المقبل.

ورغم حرارة الطقس وضغط الوقت، كان المشهد لافتًا؛ معلمون قدموا من مختلف مدن المحافظة يحملون أوراقهم وأسبابهم، ما بين تقارير طبية حديثة تثبت أمراضًا مزمنة، أو شهادات وفاة، أو ما يدل على سفر الأزواج للخارج، أو رعاية لأطفال دون العامين، أو حتى ظروف استثنائية لأسر بها ذوو احتياجات خاصة.

“نحن لا نرفض العمل، بل نبحث عن التوازن”… عبارة رددها أحد المعلمين أثناء انتظاره، في مشهد يلخص المعادلة الصعبة بين الواجب المهني والظروف الإنسانية.

وأكد رئيس اللجنة أن الاعتذارات تخضع لضوابط دقيقة، تشمل الحالات المرضية بموجب تقارير رسمية، ورعاية طفل رضيع، أو الزوج المصاب بمرض خطير، أو انتداب الزوج أو الزوجة لأعمال الامتحانات – حيث يُقبل اعتذار أحدهما فقط – إضافةً إلى حالات السفر للخارج أو العمل في مناطق نائية.

من جانبه، صرّح عادل عتلم، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، أن المديرية تنسق على أعلى مستوى لضمان انطلاق الامتحانات بسلاسة وأمان، مشيدًا بالجهد التنظيمي الكبير الذي تقوم به لجنة الاعتذارات، والذي يمثل خطوة مهمة نحو جاهزية المنظومة التعليمية للحدث المرتقب.

وتبقى هذه المشاهد اليومية في لجان الاعتذار، مرآة تعكس التحديات الخفية التي تواجه الكوادر التعليمية، في ظل سعي الدولة لضمان امتحانات مستقرة تحترم الجهد الإنساني والمؤسسي معًا.