عيون موسى بجنوب سيناء.. معجزة تاريخية تحتاج إلى إنقاذ

تعد منطقة عيون موسى، الواقعة بالقرب من مدينة رأس سدر بجنوب سيناء، واحدة من أبرز المزارات الدينية والتاريخية في مصر، حيث ارتبطت بمعجزة نبوية عظيمة شهدتها أرض سيناء، حين انفجرت منها عيون الماء لتتحول إلى واحة خضراء وسط الصحراء، ما جعلها محطة مفضلة للسائحين المتجهين من القاهرة إلى منتجعات خليجي العقبة والسويس.

ويوضح أحمد الشيخ، رئيس شعبة السياحة والفنادق بجنوب سيناء، أن عيون موسى كانت دومًا المحطة الأولى في برامج السياحة البرية، حيث يتوقف الزوار للتجول بين النخيل ومشاهدة العيون العذبة، والاستماع إلى قصة هذا المكان المقدس الذي يحتوي على أكثر من 70 نخلة زرعها السكان المحليون على مر الأجيال.

ويستند الشيخ إلى دراسات أثرية تشير إلى مرور بني إسرائيل بهذه المنطقة عقب نجاتهم من فرعون، ووقوع معجزة انفجار 12 عينًا من باطن الأرض استجابة لدعاء سيدنا موسى عليه السلام، بعد أن ضرب الحجر بعصاه كما أمره الله، لتروي هذه العيون العطشى من بني إسرائيل وتقيهم الهلاك في الصحراء.

ويضيف أن عدد العيون يرمز إلى أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، مشيرًا إلى أن توزيعها المتباعد جاء لتنظيم استخدامها دون تزاحم.

لكن وعلى مر السنين، اختفت 8 عيون بالكامل تحت الرمال، بينما جفّت اثنتان من العيون المتبقية، ولم يتبقَ سوى عينين بهما بقايا مياه غير صالحة للشرب وتحتاج إلى معالجة.

ودعا الشيخ إلى ضرورة إيلاء المنطقة اهتمامًا حقيقيًا بعد سنوات من الإهمال، من خلال تنفيذ مسح جيولوجي للكشف عن مواقع العيون المطمورة، خاصة أن بعضها تعرض لهبوط أرضي أدى إلى اختفائها، مؤكدًا أن إنقاذ هذا الموقع التاريخي والديني يُعد خطوة ضرورية لإحياء معلم فريد على أرض سيناء المباركة.