14 أغسطس 2025 12:52
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مسجد النصر بالعريش.. منبر التاريخ وروح سيناء النابضة في قلب المدينة

في قلب مدينة العريش، وعلى إطلالة مهيبة من شارع 23 يوليو الشهير، يقف مسجد النصر شامخًا كأحد أقدم وأجمل منارات الإيمان في شمال سيناء، جامعًا بين عبق التاريخ وروح الحاضر.

شُيّد المسجد عام 1964 بلونه الأبيض الناصع، الذي عكس صفاء قلوب أهل سيناء، ثم جرى إحلاله وتجديده عام 2006 ليظهر بحلته الجديدة تحت اسم “مجمع النصر الإسلامي”، كتحفة معمارية تمزج بين الطراز الإسلامي الأصيل والعناصر العصرية، باعتماد رسمي من وزارة الأوقاف ضمن مساجد الجودة.

يتسع صحن المسجد لما يقارب ألف مصلٍ، فضلًا عن مساحاته الخارجية، ويضم دارًا للمناسبات، ومقرًا لمركز الثقافة الإسلامي، ومركزًا لإعداد محفظي القرآن الكريم، مما جعله ليس فقط بيتًا للصلاة، بل مركزًا حيًا للعلم والثقافة والتلاقي الاجتماعي.

تحمل جدران المسجد ذاكرة وطنية وروحية فريدة؛ فقد شهد في 26 مايو 1979 زيارة تاريخية للرئيس الراحل محمد أنور السادات عقب رفع علم مصر فوق أرض العريش بعد أكثر من 12 عامًا من الاحتلال، ليظل شاهدًا على لحظة فارقة في تاريخ الوطن.

منذ افتتاحه، تعاقب على منبره نخبة من علماء الأوقاف المتميزين، وصولًا إلى إمامه الحالي فضيلة الشيخ محمد سليمان عزام، الذي يقود جموع المصلين في خطب الجمعة، وصلاة العيدين، والجنائز، وعقود الزواج، فضلًا عن روحانيات التراويح في شهر رمضان المبارك.

دور المسجد لا يقتصر على العبادات، بل يمتد ليكون القلب النابض لاحتفالات المحافظة الكبرى، من رأس السنة الهجرية، إلى أعياد أكتوبر، وتحرير سيناء، إضافة إلى المبادرات الدعوية والقرآنية والثقافية.

وبدعم مستمر من مديرية أوقاف شمال سيناء، يواصل المسجد أداء رسالته كمصدر إرشاد وتوعية، ومنبر للفكر الوسطي، وملتقى للأهالي والزائرين، مثبتًا مكانته كأحد أعمدة الهوية الروحية والاجتماعية لسيناء