في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو ربط سيناء بشبكة النقل القومية وتعزيز التنمية المتكاملة في المنطقة، أجرى المهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، جولة ميدانية لمتابعة تنفيذ مشروع خط سكة حديد بئر العبد – العريش – رأس النقب (مطار طابا)، بطول 341 كيلومترًا.
مشروع قومي استراتيجي
المشروع ليس مجرد مسار للنقل، بل يمثل شريانًا استراتيجيًا ضمن خطة الدولة لدمج سيناء في الجغرافيا الاقتصادية لمصر. فهو يربط شمال سيناء بجنوبها، ويصل بين الموانئ البحرية (مثل ميناء العريش) والمراكز الصناعية والزراعية المتوقعة في الداخل، وصولًا إلى مطار طابا، ما يخلق محورًا لوجستيًا متكاملاً.
البعد التنموي للمشروع
يتجاوز المشروع البعد اللوجستي إلى أبعاد تنموية عميقة، إذ يتيح:
- خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مرحلة الإنشاء والتشغيل.
- تنشيط حركة الاستثمار في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة.
- تعزيز الربط بين سيناء والدلتا والوجه البحري، ما يعزز الأمن القومي ويقلل من فجوة التهميش التاريخي للمنطقة.
رسالة أمنية وتنموية
التحرك في هذا المشروع يوجه رسالة مزدوجة: أمنية وتنموية. ففي ظل الأهمية الجيوسياسية لسيناء، يمثل المشروع أداة للسيطرة على الأرض عبر التنمية، ويعزز الاستقرار في المناطق الحدودية عبر التكامل الاقتصادي.
تحديات التنفيذ.. وفرص النجاح
رغم التحديات المتعلقة بالتضاريس، وتكلفة الإنشاءات في مناطق ذات طبيعة خاصة، إلا أن المشروع يستند إلى إرادة سياسية قوية، وتكامل مؤسسي بين الجهات المعنية، إلى جانب توجه الدولة لتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمستثمرين العرب في تطوير البنية التحتية.
ختامًا، يمثل مشروع سكة حديد بئر العبد – العريش نموذجًا واضحًا لكيفية تحويل مشروعات النقل من مجرد بنية تحتية إلى أدوات استراتيجية لفرض التنمية والاستقرار، ليؤكد أن طريق التقدم في سيناء يمر عبر القضبان.
تعليقات 0