تتمتع محافظة جنوب سيناء بموقع جغرافي استراتيجي يجعلها من أغنى مناطق مصر بالثروات البحرية. بامتدادها على خليجي السويس والعقبة، تزخر مياه المحافظة بتنوع بيولوجي فريد يشمل عشرات الأنواع من الأسماك التجارية وأسماك الزينة، بالإضافة إلى الشعب المرجانية النادرة. وتعد هذه الثروة مصدراً هاماً للأمن الغذائي وداعماً رئيسياً للاقتصاد المحلي من خلال الصيد والسياحة البحرية.

مناطق الصيد الرئيسية

تتركز الثروة السمكية في منطقتي رأس سدر ورأس مطارح، حيث توفر البيئة البحرية المثالية لتكاثر الأسماك على مدار العام. وتشهد هذه المناطق مواسم صيد مميزة، أبرزها موسم صيد سمك السهلية الذي يمتد من سبتمبر إلى نوفمبر. وتضم المياه الإقليمية للمحافظة أنواعاً متعددة من الأسماك مثل الشعور، الكشر، المحسن، البياض، الدراك، البنجر، القاصة، البوري، الحفار، السيجان، والسهلية.

اقتصاد بحري متكامل

تحولت الثروة السمكية في جنوب سيناء إلى منظومة اقتصادية متكاملة تشمل عدة جوانب. يتم تصدير حوالي 20 ألف سمكة زينة سنوياً، كما تنتشر مشاريع الاستزراع السمكي على مساحات كبيرة. وتلعب النباتات البحرية دوراً في الصناعات الدوائية والعلاجية التقليدية. كما تساهم الثروة السمكية بشكل كبير في دعم السياحة البيئية من خلال مواقع الغوص ومراقبة الكائنات البحرية.

رأس محمد.. جوهرة التاج البحري

تعتبر محمية رأس محمد من أبرز نقاط الجذب في جنوب سيناء، حيث تحتضن 220 نوعاً من المرجان وأكثر من 1000 نوع من الأسماك. تجذب المحمية حوالي 500 ألف سائح سنوياً، وتساهم بنسبة 15% من الدخل السياحي للمحافظة. وتتميز هذه المنطقة بكونها واحدة من أفضل مواقع الغوص في العالم بفضل نظمها البيئية الفريدة.

الرؤية المستقبلية

تعمل المحافظة على تطوير قطاع الثروة السمكية من خلال عدة محاور تشمل إنشاء مرافئ صيد جديدة، وتأسيس مركز أبحاث بحرية متكامل، وتفعيل أنظمة الرقابة الذكية على الصيد. كما يتم تدريب آلاف الصيادين على الممارسات المستدامة لضمان الحفاظ على الثروة السمكية للأجيال القادمة.

التحديات والحلول

تواجه الثروة السمكية في جنوب سيناء تحديات تتطلب حلولاً عاجلة، أبرزها مشكلة الصيد الجائر التي يتم مكافحتها عبر 15 محطة مراقبة. كما يتم حظر الصيد في 8 مناطق محمية وتطبيق مواسم صيد محددة. وتشجع المحافظة على استخدام معدات صيد صديقة للبيئة للحفاظ على التنوع البيولوجي.