عناقيد العنب تزين مزارع جنوب سيناء وتبشر بمحصول وفير وجودة عالية

في قلب الصحراء القاسية، تنبض الحياة من جديد بين كروم العنب المتدلية في مزارع جنوب سيناء، التي تحولت إلى مشهد طبيعي مبهر يجسد كيف يمكن للإرادة والخبرة أن تُحول الرمال إلى مصدر للخير والعطاء ، فها هي عناقيد العنب تتدلى كحبات اللؤلؤ، معلنة انطلاق موسم حصاد جديد يحمل بشائر إنتاج وفير وجودة استثنائية.

يقول محمود صالح، أحد المزارعين بمدينة طور سيناء، إن موسم حصاد عنب “الفليم” بدأ مطلع الشهر الجاري، موضحًا أن الحصاد يتم على ثلاث مراحل وفق درجة النضج واللون ومستوى السكر في الثمرة ،ويؤكد أن إنتاجية الفدان هذا العام تتراوح بين 8 إلى 10 أطنان، في زيادة ملحوظة تعكس تحسن جودة الزراعة.

ويضيف أن صنف “الفليم” يمتاز بقدرته على التكيف مع طبيعة جنوب سيناء، وينضج مبكرًا عن بقية المحافظات، مما يمنحه ميزة تسويقية كبيرة، كما أن مراحل العناية بالعنب تبدأ من يناير، مرورًا بالتقليم، وترتيب الفروع على الأسلاك، والري اليومي خلال فترات النمو، إلى أن تقلّ كمية المياه تدريجيًا مع بداية نضج العناقيد للحفاظ على جودة الثمار.

ويشير صالح إلى أن السعر في بداية الموسم يتراوح بين 40 إلى 50 جنيهًا للكيلو، بينما انخفض حاليًا إلى نحو 25 جنيهًا، وهو سعر مناسب نظرًا للجودة العالية مقارنة بالعنب الذي كان يُنقل من خارج المحافظة بتكلفة أعلى وجودة أقل.

أما محمد سعد، أحد العمال بالمزرعة، فيوضح أن زراعة العنب تتطلب عناية فائقة نظرًا لتأثره السريع بالتغيرات المناخية.

ويؤكد أن فريق العمل يواصل الليل بالنهار لضمان إنتاجية عالية، موضحًا أن التربة الرملية في جنوب سيناء أثبتت كفاءتها في زراعة مختلف أنواع العنب، شريطة العناية بها بشكل منتظم.

ويجمع العاملون والمزارعون على أن ما يتحقق اليوم في هذه المزارع ليس مجرد محصول، بل هو ثمرة سنوات من التخطيط والعمل الجاد لتحويل جنوب سيناء إلى مركز زراعي حيوي، يلبّي احتياجات السكان والسياح، بل ويضع أسسًا للتصدير في المستقبل القريب.