برشلونة يعود من آسيا بأكثر من انتصارات: أهداف غزيرة، جماهير مبهورة، ورسالة عالمية

عاد نادي برشلونة إلى كتالونيا محمّلًا بثلاثية نصر آسيوي و15 هدفًا في شباك الخصوم، بعد جولة تحضيرية ناجحة شملت اليابان وكوريا الجنوبية، عكست جاهزية فنية مبكرة ورسّخت مكانة النادي كعلامة كروية وثقافية عالمية.
ورغم الطقس القاسي الذي واجه الفريق منذ لحظة الوصول—رطوبة خانقة ودرجات حرارة مرتفعة—إلا أن النتائج جاءت إيجابية على كل المستويات: رياضيًا، جماهيريًا، وتسويقيًا.
تفوق الفريق على فيسيل كوبي، إف سي سيؤول، ودايغو إف سي، مقدّمًا أداءً هجوميًا جذّابًا أحيا روح “التيكي تاكا” التي لطالما ارتبطت بهوية برشلونة التاريخية.
ثلاث مباريات، ثلاثة انتصارات، 15 هدفًا، وأداء جماعي يعكس الرؤية الجديدة للمدرب هانزي فليك.
في خطوة ذكية من الجهاز الفني، لم يشارك أي لاعب لأكثر من شوط واحد، وهو ما مكّن 29 لاعبًا من خوض دقائق لعب فعالة ضمن القائمة المكونة من 30، في مؤشر على منهجية واضحة لتجنّب الإرهاق وتوسيع قاعدة الجاهزية قبل انطلاق الموسم.
خطفت الجولة الأنظار بظهور خمسة لاعبين لأول مرة بقميص برشلونة، منهم الثلاثي الجديد جوان جارسيا، ماركوس راشفورد، وباردجي، إضافة إلى خريجي “لا ماسيا” جوفري ودرو، الذين أظهروا ثقة كبيرة على المستطيل الأخضر.
أما جافي، فكان مفاجأة الجولة بامتياز، بعدما تصدّر قائمة الهدافين، وأظهر تطورًا ملفتًا في أدائه الهجومي، ما يعزز مكانته في خطط فليك للموسم القادم.
خارج المستطيل الأخضر، سُجلت الجولة كواحدة من أنجح رحلات برشلونة خارجيًا، إذ حظي الفريق باستقبال جماهيري ساحق في طوكيو، سيول، ودايغو.
هذا التفاعل لم يكن مجرد احتفال رياضي، بل تظاهرة حب عالمي تؤكد أن شعار برشلونة ليس مجرد قميص، بل هوية تُعانق الجماهير في كل القارات.
وشارك النادي في فعاليات ثقافية وأكاديمية، منها لقاءات مع روابط مشجعين آسيويين، وتدريبات لأكثر من 85 شابًا وفتاة ضمن أكاديميات برشلونة المحلية، ما يعزز رسالة النادي حول تمكين الشباب ونقل القيم الرياضية.
لم تقتصر الجولة على الرياضة، بل حملت أيضًا بُعدًا دبلوماسيًا مؤسسيًا، عبر زيارات رسمية جمعت مسؤولي النادي مع حاكم كيوتو، ورؤساء بلديات باجو ودايغو، في خطوة مدروسة تعزز من مكانة النادي كمؤسسة عابرة للحدود، تتفاعل مع المجتمعات كمصدر للقوة الناعمة.
بقيادة هانزي فليك، يبدو أن برشلونة يمضي نحو موسم مختلف، عنوانه الانسجام المبكر والثقة الفنية، إذ لم تكن الجولة مجرد إعداد بدني، بل إعلان واضح أن “البلوغرانا” مؤسسة عالمية تنبض بالحياة في كل مكان، وتبني روابطها مع الجماهير بلغة الأهداف والإبداع.
تعليقات 0