بعد 68 عاما من “العامين”.. الاتحاد الإفريقي يقلب الطاولة ويتبنى نظام المونديال

رغم مرور أسبوع على “قنبلة” باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، إلا أن أصداء قراره بإقامة كأس الأمم الإفريقية كل 4 سنوات بدلاً من عامين لا تزال تثير عواصف من الجدل.
القرار الذي ينهي إرثاً دام منذ عام 1957، لم يمر مرور الكرام، بل فجّر انقساماً حاداً بين مدربين يرون فيه “تطويراً حتمياً” وآخرين يعتبرونه “اغتيالاً لخصوصية القارة”.
ارتفعت أصوات عديدة تحذر من تذويب الهوية الإفريقية لإرضاء الأجندة الدولية المزدحمة.
سامي الطرابلسي (تونس): انتقد القرار بحدة، مؤكداً أن الأولوية هي تطوير المستوى ومنع نزيف المواهب، وليس تعديل التواريخ لإرضاء أطراف خارجية.
توم سانفييت (مالي): وصف الأمر بأنه “غير طبيعي”، مطالباً باحترام تاريخ المسابقة التي اعتادت عليه الشعوب الإفريقية منذ عقود.
بول بوت (أوغندا): أبدى استياءه، ملمحاً إلى أن “كأس العالم للأندية” بنظامها الجديد هي المحرك الفعلي خلف الكواليس لإزاحة البطولة الإفريقية من طريقها.
في المقابل، يرى معسكر آخر أن القرار سيعطي البطولة قيمة تسويقية وفنية أكبر.
هوجو بروس (جنوب إفريقيا): كان الأكثر حماساً للقرار، معتبراً أن إقامته كل 4 سنوات اعتباراً من 2028 ستخفف الضغط الرهيب عن اللاعبين، وتسمح للمنتخبات الإفريقية بالتركيز المطلق على تحقيق نتائج تاريخية في كأس العالم.
رياض محرز (قائد الجزائر): أبدى تفاؤلاً لافتاً، مؤكداً أن ندرة البطولة ستزيد من قيمتها ومن حدة التنافس والضغط من أجل التتويج، فضلاً عن حماية اللاعبين من “الاحتراق البدني” بسبب المشاركات المتكررة.
اتخذ وليد الركراكي مدرب المغرب موقفاً متوازناً؛ فرأى أن الانتظار 4 سنوات سيجعل مهمة “بناء المنتخبات” أصعب في حال الإخفاق، لأن التعويض سيتطلب سنوات طويلة، لكنه شدد على ضرورة “التأقلم” مع تحولات الكرة الحديثة لضمان بقاء البطولة في واجهة الاهتمام العالمي.
يبقى السؤال المعلق في أروقة “الكاف”: هل ينجح النظام الجديد في رفع القيمة السوقية للبطولة وجذب الرعاة والمحترفين دون عوائق من أنديتهم الأوروبية؟ أم أن البطولة ستفقد “شغفها القاري” الذي كان يتجدد كل عامين ليملأ القارة بالاحتفالات؟


تعليقات 0