فيفبرو يدق ناقوس الخطر وفيفا تحت ضغط تعديل توقيتات كأس العالم

طالب الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين “فيفبرو” بإعادة النظر في توقيتات انطلاق مباريات البطولات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم للأندية، محذرًا من “الخطر الحقيقي” الذي يواجه اللاعبين بسبب ارتفاع درجات الحرارة، خاصة خلال المباريات التي تُقام بعد الظهر.

التحذير جاء بعد معاناة لاعبي بوروسيا دورتموند وأولسان الكوري الجنوبي من ظروف مناخية قاسية خلال لقائهم في مدينة سينسناتي الأميركية، حيث تجاوزت درجات الحرارة 32 درجة مئوية، مع انطلاق المباراة في الثالثة عصرًا بالتوقيت المحلي.

اللاعبون لجأوا لفترات التبريد التي أقرها “فيفا”، لكن الأجواء وصفت بـ”غير صالحة” حتى للتدريبات، كما أكد مدرب تشيلسي إنزو ماريسكا.

وقال متحدث باسم “فيفبرو” لوكالة رويترز إن “الحرارة لم تعد مجرد احتمال، بل واقع يزداد سوءًا، ويشكل تهديدًا مباشرًا لصحة اللاعبين”، داعيًا إلى مراجعة فورية للبروتوكولات المتبعة في تنظيم المباريات، وجعل سلامة اللاعبين “أولوية قصوى”.

ورغم ترحيب “فيفبرو” بفترات التبريد، إلا أنه شدد على أن الحل لا يكمن فقط في منح اللاعبين دقائق للترطيب، بل في إعادة تصميم الجداول الزمنية للمباريات بالكامل، وهو ما يتطلب تعاونًا من “جميع الأطراف في صناعة كرة القدم”، من منظمين ومعلنين ومذيعين.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت يترقب فيه الجميع تفاصيل جدول مباريات كأس العالم 2026، الذي سيقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ويشهد توسعًا غير مسبوق بمشاركة 48 فريقًا.

وتخشى الأوساط الرياضية من تكرار كارثة كأس العالم 1994، حيث وصلت حرارة بعض المباريات إلى قرابة 40 درجة مئوية.

الدكتورة مادلين أور، خبيرة علم البيئة الرياضي، أكدت أن المشكلة ليست في الإمكانيات التقنية، بل في “الربح الإعلاني الضخم المرتبط بساعات الذروة”.

واقترحت نقل المباريات إلى ملاعب مغطاة في مدن مثل هيوستن وأتلانتا ودالاس، قائلة: “إذا كانت الأولوية للسلامة، فالحل بسيط.. لكن حين تكون الأولوية للربح، تصبح المعادلة أكثر تعقيدًا “.

في ظل التغير المناخي المتسارع، وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة، يجد الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه مضطرًا لإعادة التفكير في خططه المستقبلية.

وبين ضغوط اللاعبين، ومتطلبات البث، وتحديات التنظيم، تبقى سلامة الرياضيين على المحك في سباق لا يقبل التأجيل.