29 مايو 2025 07:46
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

زاهي حواس يفك شفرة لعنة الفراعنة: أسطورة تثير الرع

والحقيقة علمية تمامًا

في إحدى الندوات التي بدا فيها الدكتور زاهي حواس وكأنه ينقل الحضور إلى عمق المقابر الفرعونية، قُطع سيل حديثه بسؤال تكرر كثيرًا لكنه لم يفقد سحره: “هل لعنة الفراعنة حقيقية؟”

ابتسم حواس، ورد مازحًا: “سأرسل إليكم فرعونًا صغيرًا ينتقم منكم ليلًا!”، لتسود لحظة صمت مشحونة بالدهشة داخل القاعة.

أعاد حواس فتح ملف “لعنة الفراعنة”، واحدة من أكثر الأساطير إثارة للجدل في علم الآثار. لكن من وجهة نظره، لا وجود لأي قوى غامضة، بل مجرد خرافة تغذت على الصدفة والجهل العلمي في بدايات القرن الماضي.

في مقاله المنشور بعنوان “حقيقة لعنة الفراعنة”، يؤكد حواس أن النقوش التي وُجدت على جدران المقابر لم تكن إلا تحذيرات رمزية للصوص القبور، وليست طلاسم خارقة تُطلق الأرواح الغاضبة. وقال ساخرًا: “ما زلت أضحك كلما تكرر السؤال، رغم أني أجاوب عليه في كل محاضرة”.

لكن خلف هذا النفي العلمي، قصص واقعية ساهمت في ترسيخ الأسطورة. أبرزها ما رواه له الدكتور طارق العوضي، مدير المتحف المصري إبان ثورة يناير، عندما استخدم بوق الحرب الخاص بالملك توت عنخ آمون، ليتزامن صداه الغامض مع اندلاع الاحتجاجات، ما أثار تكهنات حول “غضب توت”.

ومع أن الرواية قد تبدو خيالية، إلا أن حواس يقدّم تفسيرًا علميًا مبنيًا على التجربة والخبرة، موضحًا أن المقابر التي أُغلقت لقرون تحتوي على هواء راكد ملوث بالبكتيريا والفطريات، يمكن أن يكون مميتًا عند استنشاقه بشكل مفاجئ.

ويتابع: “علماء الآثار الأوائل لم يعرفوا ذلك، ودخلوا المقابر دون حماية، فكانوا أول من دفع الثمن، ما عزز فكرة اللعنة”.

وينهي حواس بنصيحة لا تقل تشويقًا عن القصة نفسها: “قبل دخول أي مقبرة، دعوها تتنفس. افتحوا أبوابها، انتظروا، ثم ادخلوا. فاللعنات تسكن الجهل، لا الأحجار.”

وهكذا، تسقط “لعنة الفراعنة” تحت مجهر العلم، لتبقى مثيرة… لكن بلا أسرار خارقة.