” عربية علي كشري ” … يبحث عنها السياح بمدينة دهب في جنوب سيناء

28 مايو 20211 مشاهدة
” عربية علي كشري ” … يبحث عنها السياح بمدينة دهب في جنوب سيناء

لم تكن المعالم السياحية الشهيرة، فقط، هي مثار الحديث للعائدين من مدينة دهب لأول مرة، فعادة ما تتصدر قصة بائع كشري علي «عربية من الخشب» يرتدي بدلة أنيقة، أحاديث كل من زار المدينة لقضاء عطلته.

رحلة كفاح مدتها أكثر من 28 عامًا، عاشها «علي صالح ابراهيم» الشهير باسم «علي كشري»، في مدينة دهب بجنوب.

« علي كشري»، 57 عاما يعمل بائع كشري في دهب، من محافظة الإسماعيلية، لم يوفق في السفر مرات عقب خروجه من خدمته العسكرية بإصابة، فقرر أن يقصد مدينة دهب الواقعة علي خليج العقبة نهاية 1989، وعمل في عدة وظائف منها عامل في «الكامبا»، التي كانت تتواجد آنذاك.

شكل مدينة دهب قديما
علي كشري قال إنها ساهم في تأسيس مدينة دهب حيث تواجد فيها بعد استلامها من الجانب الإسرائيلي، وكانت المدينة عبارة عن نخيل وشواطئ خلابة وبعض «الكامبات»، التي أنشأها اليهود أثناء فترة الاحتلال: «السياح المتواجدين في دهب في هذه الفترة معظمهم أجانب من اوربا كانوا يعملون في المزارع باسرائيل ويقصون إجازتهم في دهب، وعملت في هذه الكامبات عامل غرف».

وأشار إلي أنه عمل كمبيض محارة، وعامل كافتيريات، وشارك في إنشاء مبني مجلس المدينة والمستشفي العام وقسم الشرطة، وكانت دهب مثل قطعة الذهب، الشواطئ الزرقاء الصالحة للغوص، وعدم وجود تلوث، والمباني الموجودة كانت في منطقة العسلة فقط وكانت هناك مجموعة كامبات صغيرة، والنخيل كان الأكثر انتشارا في المدينة.

ترمس وبليلة وأرز باللبن وكشري
وأكد الرجل الخمسيني أنه تزوج في قرية البعالوة مسقط رأسه التابعة لمدينة التل الكبير بالاسماعيليه واصطحب زوجته للإقامة معه في دهب التي عشقها، أنجب 4 أبناء «ولدين أحمد ومحمد وبنتين»، وحاول إقامة مشروع لبيع الترمس تارة، البليلة تارة أخرى، ثم استقر علي أن يصنع ويبيع الكشري والأرز باللبن لتكون هذه مهنته منذ عام 1993، يقول إنه يعمل في مجال بيع الكشري منذ أكثر من 27 سنة وكانت لديه سيارة من الحديد يجرها كل صباح وحتي المساء ليتنقل بين أحياء المدينة لبيع منتجه المميز خاصة للسياح الذي كانوا هم أبرز وأهم الزبائن، وتعرض للايذاء من قبل بعض موظفي مجلس المدينة لكن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أنصفه ومنحه تصريح للعمل بحرية في المدينة.

سيارته القديمة كانت من الحديد وكانت ثقيلة، فلجأ إلى إنشاء سيارة ترولي مقفلة بالخشب والزجاج وهي التي تعمل حاليا، ويقوم أبنائه بمساعدته في صناعة الكشري حيث يبدأ علي وأولاده تجهيز الأرز باللبن ليلا ويوضع في الثلاجة، ثم يبدأ في تجهيز الكشري الذي يكون شاق لانه يضم مكونات كثيرة «مكرونة، الحمص، عدس بجبة، ارز، بصل، طماطم، ليمون، شطة، توابل».

يبدأ «علي»، سلق المكرونة والعدس في الصباح الباكر ويخرج بعد انتهاء التجهيز في الساعة 12 ظهرا ويتحرك بعربته مرتديا بدلة أنيقة ورابطة العنق.

وأوضح أن البدلة التي يرتديها كل يوم بسبب بعض السياح الذين قدموا إلى المدينة لقضاء إجازة، وهم مصريين وكانوا من الزبائن ونظرا لحبهم الشديد للكشري قرروا مساعدته بشكل راقي واقترحوا شراء بدل له حتي يرتديها: «أجوب الأحياء لبيع الكشري لسببين الأول أن دهب مدينة سياحية عالمية ولابد أن يكون مظهر البائع يليق بالمظهر الحضاري للمدينة، والسبب الآخر حتي أكون مميزا بين الناس»، موضحا أن أغلب زبائنه من الأجانب والفنانين المصريين، وهناك جروب أنشأه الأجانب علي فيس بوك بعنوان: «أين علي كشري؟»، «where’s ali koshary»، حتي يخبر كل المشاركين في الجروب عن مكان تواجدي لأنني اتنقل بين الأحياء وغير مستقر.

وقال إنه يقوم ببيع الكشري في علب صديقة للبيئة حتي لا تؤثر علي البيئة البحرية بالمدينة، والأسعار الخاصة بالكشري تبدأ من 15 جنيها وحتي 20 جنيها، والأرز باللبن سعره 10 جنيهات: «هذه السيارة ربت أولادي وزوجت بناتي وابني الأكبر خريج حقوق ويقوم بمساعدتي في الطبخ بعد وفاة زوجتي منذ عام».

ومن المواقف الصعبة التي واجهها أثناء تواجده بالمدينة قيام اللواء محمود عيسي مفوض المحافظ حاليا للمشروعات ورئيس المدينة الأسبق بمحاولة مصادرة السيارة ومنعه من البيع في الشارع لأن المدينة ذات شهرة عالمية ولا يليق أن يكون بالمدينة سيارة تبيع الكشري مثل الأحياء الشعبية، وعندما علم بقصته وقف بجواره وساعدني في المشروع وأصبحت سيارة علي كشري معلم من معالم دهب.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.