25 مايو 2025 21:12
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

الكشف عن مبنى قبطي أثري يعود للقرنين السادس والسابع في أسيوط

جداريات نادرة تحكي رموز الحكمة والبصيرة

أعلنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة منقباد بأسيوط عن اكتشاف مبنى أثري من الطوب اللبن يعود تاريخه إلى ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي، وذلك في إطار الدعم الذي يقدمه المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور محمد إسماعيل خالد، وتنفيذًا لتوجيهات السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار.

المبنى المكتشف يتميز بطرازه الفريد، حيث يضم مستويين مطليين بالملاط الأبيض، يحتويان على عدد من الجداريات القبطية النادرة ذات الرمزية العميقة. ومن أبرز ما عُثر عليه: جدارية لعيون متكررة تتوسطها وجوه بشرية، ترمز إلى البصيرة الروحية الداخلية، في تعبير فني بديع عن اليقظة والحكمة في الفكر الرعوي المسيحي.

الكشف عن مبنى قبطي أثري يعود للقرنين السادس والسابع في أسيوط - 1 - سيناء الإخبارية

كما تضمنت الاكتشافات جدارية أخرى تُرجّح تصوير يوسف النجار حاملاً الطفل يسوع، محاطين بتلاميذ السيد المسيح وكتابات قبطية، ما يضفي بُعداً دينياً وفنياً مهماً على الموقع.

وصرّح الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بأن المستوى الأول للمبنى يضم ثلاث صالات متوازية وغرفتين، يربطهما سلم يؤدي إلى قلايات ومعيشة بالدور السفلي، وقد عُثر داخلهما على لقى فخارية وأثرية فريدة، منها شاهد قبر يحمل كتابات قبطية توثق اسم أحد القديسين وتاريخ وفاته، وأنفورات منقوشة، وزخارف حجرية لحيوانات مثل الغزال والأسد.

الكشف عن مبنى قبطي أثري

الكشف عن مبنى قبطي أثري يعود للقرنين السادس والسابع في أسيوط - 3 - سيناء الإخبارية

وأكد محمود محمد، مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط، أن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر ودراسة الجداريات المكتشفة لكشف المزيد من أسرار هذا المبنى، الذي يُعد واحدًا من أبرز الأدلة على العمق التاريخي والديني لمنطقة منقباد.

يُذكر أن منطقة منقباد، الواقعة شمال غرب مدينة أسيوط بنحو 12 كم، شهدت أولى أعمال الحفائر الأثرية عام 1965، واستمرت على فترات حتى اليوم، حيث يُشكل هذا الكشف الأثري لعام 2024 علامة جديدة في سجل الإنجازات الأثرية المصرية.