27 أكتوبر 2025 22:32
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

المتحف المصري الكبير.. أسطورة على ضفاف التاريخ وهدية مصر للعالم الحديث

مابين عبق الأهرامات وحداثة القاهرة، يقف المتحف المصري الكبير كأعظم شهادة حية على عبقرية المصري القديم، وعزيمة المصري المعاصر، ليصبح بحق «هدية مصر للعالم»، كما وصفه الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فهو ليس مجرد متحف، بل أكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين، يروي للعالم حكاية حضارة بدأت منذ آلاف السنين ولا تزال تنبض بالحياة حتى اليوم.

على بُعد 15 كيلومترًا فقط من قلب القاهرة، وقرابة كيلومترين من أهرامات الجيزة، يتربع المتحف المصري الكبير على هضبة فريدة تجمع بين سحر التاريخ ووهج الحاضر.

ومن بهو المتحف الزجاجي الممتد عبر خمسة طوابق، يستطيع الزائر أن يشاهد الأهرامات الثلاثة في مشهد بانورامي يخطف الأنفاس، وكأن الزمن قد عاد به إلى فجر الحضارة.

هذا الموقع الاستراتيجي جعل من المتحف بوابة حقيقية بين ماضي مصر العريق ومستقبلها الثقافي الواعد.

المتحف، الذي يمتد على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، صُمم بمنهج هندسي دقيق ليكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة — حضارة مصر القديمة.

يضم بين جدرانه أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف الحقب التاريخية، بدءًا من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، وتُعرض جميعها بأحدث تقنيات العرض المتحفي، التي تجعل الزائر يعيش تجربة تفاعلية باستخدام الواقع الافتراضي، تربط القطع الأثرية بمواقع اكتشافها الأصلية.

من بين مقتنيات المتحف، تتلألأ كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون المعروضة كاملة لأول مرة في مكان واحد، إلى جانب مجموعة الملكة حتب حرس، ومراكب الملك خوفو، وغيرها من القطع التي تحكي أسرار المجد المصري عبر العصور.

وليس هذا فحسب، فكل قاعة داخل المتحف تحمل طابعًا خاصًا، إذ تُعد الواحدة منها أكبر من متاحف كاملة في دول أخرى، ما يجعل الزائر في رحلة ممتدة داخل تاريخ الإنسانية ذاته.

بدأ العمل في المتحف برؤية طموحة هدفها إنشاء صرح يجمع بين الحداثة والخلود، وانتهى عام 2021 بتشييد مبنى يحمل شهادة البناء الأخضر، ويُعد نموذجًا في الاستدامة المعمارية.

أما البهو العظيم الذي يحتضن تمثال رمسيس الثاني، فيقود الزائر نحو المسلة المعلقة، أول مسلة في العالم تُعرض بهذا الشكل المبتكر، لتكون بوابة مهيبة إلى قلب التاريخ المصري.

المتحف المصري الكبير ليس وجهة سياحية فحسب، بل تجربة إنسانية خالدة، تفتح أبواب الزمن وتعيد كتابة فصول الحضارة المصرية بعيون القرن الحادي والعشرين، ليبقى شاهدًا على أن مصر القديمة لا تزال تُلهم العالم الحديث