الموز.. كيف أصبح رمزًا لطوكيو دون أن يُزرع فيها؟

في محطات القطار ومتاجر الهدايا بطوكيو، تتربع علب صفراء تحمل اسم “Tokyo Banana” على عرش الهدايا التذكارية، رغم أن العاصمة اليابانية لا تزرع موزة واحدة. هذه الكعكات الصغيرة المحشوة بكريمة الموز، التي تُباع بملايين النسخ سنويًا، تحولت إلى أيقونة سياحية تثير حيرة الزوار.
تعود القصة إلى القرن العشرين، عندما سعت طوكيو لخلق هوية غذائية تميزها. رأت شركة “جريبستون” في الموز، الذي كان يُستورد كفاكهة فاخرة في الماضي، فرصة مثالية. بالنسبة لليابانيين، يحمل الموز ذكريات الرحلات المدرسية والمناسبات الخاصة، ما جعله رمزًا للحنين.
وتحولت “Tokyo Banana” إلى ظاهرة بفضل استراتيجية تسويقية ذكية. تصميم العلب الذي يجمع بين معالم طوكيو وشخصيات الأنمي، واعتماد الاسم بالإنجليزية، جذب السائحين الأجانب. كما استفادت من تقليد “أوميياجي” الياباني، الذي يقوم على إحضار هدايا غذائية من السفر.
ورغم أن بعض الزوار ينتقدون الطعم، مثل كايتي تومبسون التي تراه “صناعيًا”، إلا أن الشعبية لا تتراجع. يقول السائح الكندي جيف لوي: “تشعر بأنك ملزم بشرائها كتذكار”.
اليوم، تبيع “Tokyo Banana” ما يكفي لرصف طريق من اليابان إلى أمريكا، وفقًا للشركة المنتجة. وقد افتتحت متجرًا رئيسيًا في محطة طوكيو، مؤكدة مكانتها كـ”هدية العاصمة الرسمية”، رغم أن طوكيو لم تُزرع فيها موزة واحدة.
تعليقات 0