انتصار للتراث المصري: اليونسكو ترفع دير أبو مينا من قائمة المواقع المعرضة للخطر

في خطوة تاريخية تُكرّس جهود مصر في الحفاظ على إرثها الحضاري، أعلنت لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو رسميًا رفع دير أبو مينا الأثري في الإسكندرية من قائمة المواقع “المعرضة للخطر”، وذلك خلال اجتماعات الدورة الـ47 للجنة في باريس.
جاء القرار بعد تحقيق مصر معايير الحفظ الدولية كاملةً، بما في ذلك حل مشكلة الارتفاع التاريخي للمياه الجوفية التي هددت الموقع لعقود.
أدرج الدير، أحد أقدس المواقع المسيحية المبكرة، على قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1979، لكنه دخل قائمة الخطر عام 2001 بسبب تآكل أساساته بفعل المياه.
و نجحت مصر في تنفيذ نظام متكامل لمراقبة المياه الجوفية (2021)، إلى جانب ترميم الهياكل المعمارية وتطوير البنية التحتية السياحية.
أثنت بعثة اليونسكو وICOMOS في تقريرها لعام 2025 على الإجراءات التصحيحية، مؤكدةً استيفاء الموقع لشروط الإزالة من القائمة. وعبر وزير السياحة والآثار د. شريف فتحي عن فخره بهذا الإنجاز، مشيرًا إلى تعاون كافة الجهات، بما في ذلك الكنيسة المصرية برئاسة البابا تواضروس الثاني.
وأكد د. محمد إسماعيل خالد(الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار) أن القرار يُعد اعترافًا عالميًا بنموذج مصر الناجح في إدارة الأزمات الأثرية. وكشف د. جمال مصطفى (رئيس قطاع الآثار القبطية) أن الموقع كان ثاني أهم وجهة للحج المسيحي بعد القدس، مما يضاعف من قيمته الرمزية.
وتلتزم مصر بمواصلة مراقبة الموقع عبر تحديث خطط الصون، مع ضمان استقرار منسوب المياه، وهو ما تعهدت به رسميًا لليونسكو. يُذكر أن مشروع الإنقاذ بدأ فعليًا عام 2019، وتم افتتاحه عام 2022 بعد نجاح التجارب.
.
تعليقات 0