ترامب والسياحة العالمية.. سياسة الأبواب المغلقة تخنق حركة الزوار لأمريكا
وتنعش أوروبا

شهد قطاع السياحة العالمي تذبذبًا كبيرًا، حيث كشفت بيانات حديثة عن تراجع ملحوظ في تدفقات السياح نحو الولايات المتحدة، مقارنةً بالصين، على الرغم من التوترات التي يعيشها العالم، ما يعكس أثر السياسات السياسية على قرارات السفر.
ففي الوقت الذي كانت فيه الصين تواجه تضررًا مباشرًا في قطاع السياحة بسبب القيود الصحية والجيوسياسية، جاءت السياسات المتشددة التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا سيما تجاه الأجانب والمهاجرين، لتخلق حاجزًا نفسيًا جديدًا أمام ملايين السائحين حول العالم، ممن كانوا يختارون الولايات المتحدة وجهة مفضلة.
ووفقًا لتقديرات مجلس السياحة والسفر العالمي بالتعاون مع مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس، فإن الولايات المتحدة قد تخسر أكثر من 12 مليون سائح خلال العام الجاري، بسبب عزوف الزوار عن زيارة البلاد في ظل ما يُوصف بـ”العداء المتزايد تجاه الأجانب”، والذي بات يطغى على صورة أميركا في عيون الكثيرين حول العالم.
المثير أن المطارات الأوروبية كانت الرابح الأكبر من هذه السياسات. ففي مطار ميونيخ الألماني وحده، سجلت الرحلات القادمة من وإلى الولايات المتحدة زيادة بـ حوالي 37 ألف مسافر خلال أول خمسة أشهر من العام، ليصل العدد إلى 1.2 مليون مسافر، ما يعكس تحولا في اتجاهات السفر.
أما مطار فرانكفورت، فقد استقبل خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام حوالي 944.3 ألف مسافر على الخطوط الأمريكية، بزيادة 7600 مسافر عن نفس الفترة من العام السابق، وهو ما يعزز فكرة أن المسافرين يعيدون توجيه بوصلتهم نحو أوروبا كممر بديل أو نقطة عبور رئيسية.
وفي المقابل، لوحظ تراجع في حركة السفر القادمة من الصين نحو ألمانيا، ما يعكس التأثير المزدوج للأزمات الداخلية والخارجية على قرارات السفر لدى المواطنين الصينيين.
منذ تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم، ارتبط اسمه بسياسات الهجرة الصارمة، وحظر دخول مواطني بعض الدول، ما تسبب في قلق واسع لدى قطاع السياحة والسفر، الذي يعتمد في جزء كبير منه على شعور السائح بالترحيب والأمان. ورغم تفوق الولايات المتحدة على الصين في أعداد الزوار منذ عام 2019، فإن هذه المكاسب أصبحت مهددة بشكل واضح.
تعليقات 0