ترميم “المقاصير الجنوبية” يفتح أبواب التاريخ أمام الزائرين
في قلب معابد الكرنك بالأقصر

وسط صخب مدينة الأقصر التي تزخر بعبق التاريخ وروح الفراعنة، يشهد معبد أخ منو خطوة ثورية تعيد إحياء أحد أروع المواقع الأثرية في الكرنك. فقد افتتح المجلس الأعلى للآثار، برئاسة الدكتور محمد إسماعيل خالد، مشروع ترميم وتأهيل “المقاصير الجنوبية” بمنطقة معابد الكرنك، في تعاون فني رفيع المستوى مع المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك.
هذا المشروع لا يقتصر على مجرد ترميم جدران قديمة، بل هو استعادة للحكايات المنسية التي نقشها الفراعنة بألوان زاهية على جدران المعبد، ورواية جديدة تضاف إلى سجل الحضارة المصرية الخالدة. يضم الموقع سبع مقاصير وغرفًا ذات أعمدة ضخمة، ما زالت تحتفظ بلمعان النقوش الملونة وأصالة الفن المصري القديم في أبهى صورها.
من خلال هذا العمل الدقيق، كشف الفريق عن مشاهد طقوس ملكية قديمة وعيد “حب سد” الذي كان يُحتفل به في عهد تحتمس الثالث، بالإضافة إلى نقش تأسيسي يوثق تفاني المعبد في عبادة الإله آمون-رع عبر ملايين السنين.
لكن المشروع لم ينس الزائر العصري؛ فقد تم تطوير الخدمات بإضافة لافتات إرشادية ثنائية اللغة، ومقاعد للاسترخاء، ورامبات خاصة لتيسير زيارة ذوي الهمم، ما يجعل التجربة أكثر تفاعلًا وسلاسة لجميع الزائرين.
في إطار جولته، تابع الدكتور خالد أيضًا أعمال الحفائر التي تسفر عن اكتشافات مدهشة في مناطق العساسيف ونجع أبو عصبة، من توابيت خشبية صغيرة إلى سور طوبي عملاق يعود للعصور الفرعونية، مما يثري معلوماتنا عن حياة المصريين القدماء ويعزز من مكانة الأقصر كوجهة سياحية وثقافية لا تضاهى.
هذه المبادرات والتعاون الدولي المتين تؤكد عزم مصر على الحفاظ على تراثها العريق وتقديمه للعالم بأبهى صورة، مع توفير تجربة سياحية فريدة تحكي قصص الفراعنة على أرض الواقع.
تعليقات 0