داخل أسطورة مصر الجديدة: قصر البارون إمبان تحفة معمارية لا تغيب عنها الشمس

في قلب منطقة مصر الجديدة بالقاهرة، وتحديدًا بشارع العروبة بصلاح سالم، يقف قصر البارون إمبان كأيقونة معمارية نادرة تروي قصة حضارية فريدة. القصر الذي استغرق تشييده ثلاث سنوات أوائل القرن العشرين، أعاد افتتاحه في 2020 ليستقبل الزوار من مختلف أنحاء العالم.

صممه البارون إمبان، صاحب فكرة تعمير مصر الجديدة وتحويل صحرائها إلى ضاحية كبرى، ليكون تحفة فنية على الطراز الهندي، يطل على أربع واجهات لا تغيب عنها الشمس أبدًا، حيث تدخل أشعتها جميع قاعاته وردهاته، مانحة المكان حياة دائمة وإشراقة مميزة.

استُخدم في بناء القصر المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري، ويتميز ببرج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة، ما يتيح للزائرين رؤية القصر والمنطقة المحيطة من كل الاتجاهات. وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون لشرب الشاي عند الغروب.

يُعد قصر البارون جزءًا من التراث المصري المسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1297 لسنة 1993، ويجسد القصر روح حركة التعمير التي قادها البارون إمبان، من تخطيط الشوارع، وبناء المساكن، إلى إنشاء شبكات الكهرباء والمياه والمترو بأسلوب علمي منظم.

زيارة القصر اليوم ليست مجرد رحلة تاريخية، بل تجربة معمارية وثقافية تسمح للزوار بالتعرف على رؤية إمبان الطموحة التي دمجت بين الفخامة والجمال والإبداع الهندسي في قلب القاهرة.