18 نوفمبر 2025 23:40
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رحلة داخل أقدم معهد لعلوم البحار فى الشرق الأوسط بالغردقة

كنوز من أعماق البحر الأحمر

معهد لا يشبه غيره، ومكان يحمل ذاكرة البحر الأحمر منذ ما يقرب من قرن.. إنه المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد فرع الغردقة، الذي يحتفظ بين جدرانه بمقتنيات بحرية نادرة، بعضها محنط وآخر محفوظ كوثيقة علمية فريدة تُجسّد تاريخ الكائنات البحرية في واحدة من أغنى البيئات المائية في العالم.

يقع المعهد شمال مدينة الغردقة، ويُعد أقدم محطة بحرية بحثية في الشرق الأوسط؛ إذ تأسس عام 1928 بقرار من جامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً)، بعد تكليف العالم البريطاني سيريل كروسلاند بإجراء رحلة بحثية في البحر الأحمر واختيار موقع مناسب لإنشاء محطة متخصصة لدراسة الحياة البحرية.

وجاء اختيار الموقع الحالي بعناية شديدة، لكونه بعيداً عن الكتلة السكنية وقريباً من الشعاب المرجانية، في بيئة تُعد مثالاً نموذجياً للبحث العلمي في الأحياء البحرية.

وقد بدأت المحطة عملها الفعلي عام 1932 بعد أن أهدى معهد الملك فؤاد بالإسكندرية مكتبته وتجهيزاته المعملية لدعم المشروع العلمي الوليد.

وفي عام 1945، أصبحت المحطة كياناً مستقلاً تحت اسم “المعهد الملكي لعلوم البحار”، قبل أن تتحول لاحقاً إلى فرع رئيسي ضمن المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد، لتواصل دورها الرائد في دراسة الكائنات البحرية وحفظ تراث البحر الأحمر البيولوجي.

داخل المعهد، لا تزال مجموعات الكائنات البحرية المحنطة تثير دهشة الزوار والباحثين؛ فهي ليست مجرد معروضات، بل سجل علمي حي يوثق تاريخ الشعاب المرجانية، والأسماك النادرة، والأنواع التي قد لا تُرى اليوم إلا في الكتب أو المخازن العلمية.