29 أكتوبر 2025 22:19
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

شعار المتحف المصري الكبير..من خطوط الأهرامات إلى أيقونة خالدة تجسد هوية مصر الحضارية

لم يكن الشعار الرسمي للمتحف المصري الكبير مجرد علامة هندسية أو تصميم جمالي يزين الواجهات، بل حكاية رمزية تروي روح المكان ذاته — قصة مصر الممتدة بين الشمس والحجر، بين الأبدية والخلق.

فمن هندسة الأهرامات الخالدة واستلهام خطوطها واتجاهات الضوء، وُلد شعارٌ يجسد معنى الخلود، يعكس التقاء الماضي بالحاضر في صورة بصرية واحدة، تحكي عن حضارة لا تزال تُدهش العالم.

الشعار الذي صُمم ليوازي عظمة المتحف ذاته، لم يتوقف عند كونه هوية بصرية، بل أصبح أيقونة وطنية محفورة في الوجدان، وها هو اليوم يُخلّد في عملة تذكارية من الذهب والفضة تحمل إلى جانب صورته تمثال الملك رمسيس الثاني، لتكون شاهدًا على أن الجمال في مصر لا يُصنع فحسب، بل يُورّث جيلاً بعد جيل.

على وجه العملة، يلمع الشعار في تصميم فني يشبه شعاع الشمس المنبثق من قلب الأهرامات، مؤكداً أن الحضارة المصرية قادرة على إعادة تعريف الفن والهوية بلغة الزمن ذاته.

بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يُوضع حجر الأساس عام 2002 في موقعه الفريد المطل على أهرامات الجيزة.

وقد فاز التصميم الأيرلندي لشركة Heneghan Peng Architects في المسابقة الدولية التي رعتها اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين، إذ اعتمد على فلسفة امتداد أشعة الشمس من قمم الأهرامات الثلاثة لتلتقي عند كتلة المتحف، في إشارة إلى تواصل الزمن واستمرارية الحضارة.

وفي عام 2005 بدأ التنفيذ الفعلي، تلاه إنشاء أكبر مركز لترميم الآثار في الشرق الأوسط عام 2006، الذي افتُتح رسميًا عام 2010، ليكون النواة العلمية والتقنية للمتحف.

اكتمل بناء المتحف عام 2021 على مساحة تتجاوز 300 ألف متر مربع، ليضم قاعات عرض تُعدّ الأكبر من نوعها عالميًا، ويحتضن كنوزًا نادرة أبرزها مجموعة الملك الذهبي توت عنخ آمون الكاملة لأول مرة، إلى جانب مقتنيات الملكة حتب حرس ومراكب الملك خوفو وغيرها من روائع العصور المصرية القديمة حتى العصرين اليوناني والروماني.

ويُعد المتحف اليوم أكبر متحف أثري في العالم، يجمع بين التراث والعصرية، ويضم متحفًا للأطفال، مركزًا تعليميًا، قاعات مؤتمرات، وساحات تجارية وترفيهية، بما يجعل منه وجهة ثقافية عالمية ومشروعًا حضاريًا متكاملًا يجسد رؤية مصر الجديدة.