غموض يحيط باختفاء لوحة أثرية نادرة من مقبرة خنتي كا في سقارة

تسود حالة من الجدل داخل أروقة وزارة السياحة والآثار، بعد اكتشاف اختفاء لوحة أثرية نادرة مصنوعة من الحجر الجيري من داخل مقبرة خنتي كا بمنطقة سقارة الأثرية، إحدى أبرز المناطق التاريخية في الجيزة، والتي تضم مجموعة من أهم آثار الدولة القديمة.

وكشفت مصادر مطلعة بالوزارة أن اللوحة المفقودة تُعد من القطع الفريدة، إذ تشبه في تصميمها وتفاصيلها الفنية لوحة مقبرة ميريروكا الشهيرة، مشيرة إلى أن اللوحة كانت تُمثل مشاهد من الحياة الزراعية في مصر القديمة، وتصور ثلاثة فصول رئيسية هي: “الأخت” الذي يرمز إلى الفيضان، و“البرت” وهو فصل الشتاء، و“الشيمو” الذي يمثل فصل الصيف.

وأضافت المصادر أن أسفل هذه الفصول كان يوجد خرطوش مزين بأربعة أهلة، ترمز إلى عدد شهور السنة الاثني عشر في التقويم المصري القديم، ما يعكس دقة وعمق الفكر الفلكي لدى المصريين القدماء.

وأوضحت المصادر أن عملية سرقة اللوحة لم تكن سهلة، إذ تم نشرها باستخدام منشار دقيق نظرًا لأنها كانت جزءًا مدمجًا في جدار المقبرة الداخلي، وهو ما يشير إلى أن من نفذ العملية كان على دراية دقيقة بطبيعة البناء الأثري وطرق القطع دون إحداث تلف ظاهر.

كما بينت المصادر أن اختفاء اللوحة يرجع إلى عام 2019، في أعقاب آخر لجنة قامت بجرد محتويات المقبرة بقيادة كبير المفتشين آنذاك (م.ش)، إلا أن الواقعة لم تُكتشف إلا منذ عدة أشهر فقط، بعد مراجعة سجلات وصور الجرد الأخيرة ومقارنتها بالوضع الحالي داخل المقبرة.

وأكدت المصادر أن الوزارة فتحت تحقيقًا موسعًا في الواقعة لمعرفة ملابسات اختفاء اللوحة، وتتبع الجهات المسؤولة عن التأمين وقتها، مع مراجعة أرشيف الصور القديمة ومخازن الآثار القريبة، في محاولة لاستعادة القطعة التي تُعد من الكنوز النادرة في تاريخ الفن المصري القديم.