قرية حسن فتحي.. أيقونة العمارة البيئية التي تصمد في قلب صحراء الوادي الجديد

على ربوة مرتفعة شمال مدينة باريس بمحافظة الوادي الجديد، تقف قرية حسن فتحي كتحفة معمارية خالدة جسّدت فلسفة المعماري العالمي الراحل في بناء بيئة متناغمة مع الطبيعة.

فمنذ أكثر من نصف قرن، لا تزال القرية، المقامة على مساحة 18 فدانًا، شاهدة على عبقرية العمارة البيئية وقدرتها على التكيّف مع الصحراء القاسية.

القرية التي شُيّدت لتستوعب 250 عائلة، لم تكن مجرد بيوت تقليدية، بل مشروعًا متكاملاً يضم مدرسة، فيلات سكنية، سوقًا تجاريًا، مسرحًا، مسجدًا، وحتى مهبطًا للطائرات، في رؤية متقدمة سبقت عصرها.

وبمرور الزمن، تحولت القرية إلى منتدى عالمي للفن البيئي وملتقى للباحثين والمهتمين بالعمارة المستدامة، حيث أصبحت رمزًا للجماليات المعمارية التي تجمع بين البساطة والوظيفية، إذ بُنيت مبانيها من الطوب اللبن الذي يعكس أصالة الطراز النوبي والريفي، ويمنح السكان أجواء طبيعية مريحة.

وتبعد القرية نحو 85 كيلومترًا عن مدينة الخارجة، لتظل حتى اليوم مقصدًا للزوار والمهندسين والفنانين الذين يبحثون عن تجربة معمارية وإنسانية فريدة تجمع بين التراث والحداثة في أبهى صورها.