16 أكتوبر 2025 14:22
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

قصر محمد علي بالمنيل.. تحفة معمارية تسكنها ذاكرة الملوك وتروي أسرار التاريخ

في قلب القاهرة، وعلى ضفاف النيل الساحرة بجزيرة منيل الروضة، يقف قصر محمد علي كجوهرة معمارية شاهدة على عصور من الرفاهية والفن والسلطة.

إنه ليس مجرد مبنى أثري، بل لوحة فنية حية تنبض بتاريخ أسرة محمد علي باشا، وتجمع بين عبق الماضي وسحر الحاضر.

أنشأ القصر الأمير محمد علي توفيق، الابن الثاني للخديوي توفيق وحفيد الخديوي إسماعيل، عام 1903، ليكون مقراً لإقامته ومركزًا يخلّد مكانته في التاريخ.

صمم الأمير القصر بنفسه، وأشرف على كل تفصيلة فيه، من الزخارف إلى اختيار النباتات التي تملأ حدائقه، بينما تولى التنفيذ المعلم محمد عفيفي، أحد أبرز البنّائين في عصره.

تبلغ مساحة القصر أكثر من 61 ألف متر مربع، منها خمسة آلاف فقط للمباني، فيما تمتد البقية حدائق غناء تضم نباتات وأشجارًا نادرة من أنحاء العالم، مما جعله أشبه بواحة خضراء تتنفس الفن والتاريخ.

ويضم القصر ثلاث سرايات رئيسية:

سراي الإقامة التي كانت المقر الشخصي للأمير،

سراي الاستقبال التي شهدت أجمل الاحتفالات الملكية،

سراي العرش التي تفوح من جدرانها رائحة السلطة والعظمة.

كما يحتوي على المسجد، ومتحف الصيد، والمتحف الخاص، وبرج الساعة، وتحيط به الأسوار على طراز حصون القرون الوسطى، في تناغم معماري يجمع بين الفاطمي والمملوكي والعثماني والأندلسي والفارسي والشامي.

بعد ثورة يوليو 1952، تحققت وصية الأمير بأن يتحول القصر إلى متحف مفتوح يروي قصة عائلة حكمت مصر لأكثر من قرن.

واليوم، لا يزال قصر المنيل واحدًا من أجمل المتاحف الملكية، يستقبل الزوار من داخل مصر وخارجها، ليغوصوا في تفاصيل حياة الأمير الذي عشق الفن والتاريخ وخلّدهما في كل حجر من قصره.

ويستضيف المتحف حاليًا معرضًا خاصًا بعنوان “المقتني العظيم”، يعرض صورًا نادرة من حياة الأمير محمد علي توفيق، تُكشف للجمهور لأول مرة، لتعيد إحياء ذكرى رجل جمع بين رقة الذوق الملكي وعبقرية الرؤية الفنية.