لوحة أثرية ضخمة تعود لعصر الملك رمسيس الثالث تبهر علماء العالم

أعلنت مصادر أثرية في الأقصر عن اكتشاف لوحة حجرية ضخمة تعود إلى عصر الملك رمسيس الثالث، أحد أعظم ملوك الأسرة العشرين (1186–1155 قبل الميلاد)، وذلك خلال أعمال التنقيب بمنطقة الكرنك، خلف مدرجات الصوت والضوء الشهيرة.
اللوحة، المصنوعة من الحجر الرملي الفاخر، تحمل نقوشًا وزخارف دقيقة توثق جانبًا من التاريخ المصري القديم في أوج مجده خلال عصر الدولة الحديثة، وقد أبهرت تفاصيلها الدقيقة فريق البحث المشترك بين المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك ووزارة السياحة والآثار، الذين باشروا أعمال الدراسة والترميم فور العثور عليها.
وكشفت المصادر أن موقع الاكتشاف يقع في الركن الجنوبي الشرقي من معابد الكرنك، وهي منطقة تشهد منذ أشهر أعمال حفائر دقيقة تقودها بعثة مصرية فرنسية مشتركة، مشيرة إلى أن اللوحة المكتشفة بحالتها الجيدة تمثل اكتشافًا فنيًا وتاريخيًا نادرًا، لما تتضمنه من مشاهد ونصوص منقوشة تعكس الطقوس الدينية والسياسية في عهد الملك رمسيس الثالث.
وأكد باحثون مشاركون أن أهمية اللوحة لا تقتصر على قيمتها الفنية فحسب، بل تمتد إلى كونها إضافة علمية تسهم في إعادة قراءة فترة من أهم عصور مصر القديمة، خاصة أنها عُثر عليها في منطقة كانت تشهد نشاطًا معماريًا واسعًا في عهد ملوك الدولة الحديثة.
ويواصل الفريق العلمي عمليات التوثيق ثلاثي الأبعاد والتنظيف المبدئي للقطعة، تمهيدًا لدراسة النقوش الهيروغليفية المنحوتة عليها، والتي قد تكشف تفاصيل جديدة عن الطقوس الملكية أو الاحتفالات الدينية الكبرى في معابد الكرنك.
هذا الاكتشاف الجديد يعزز من مكانة الأقصر كأكبر متحف مفتوح في العالم، ويؤكد استمرار ريادة البعثات المصرية في مشهد الاكتشافات الأثرية العالمية، إذ تبهر مصر العالم كل يوم بفصل جديد من حكاية لا تنتهي عن حضارةٍ خالدة لا تزال تنبض بالحياة بين الرمال والآثار.
تعليقات 0