متحف النصر للفن المصري الحديث ببورسعيد.. بوابة الفن والتاريخ في قلب المدينة الباسلة

تفتح محافظة بورسعيد أبوابها لعشاق الفن والتاريخ مع متحف النصر للفن المصري الحديث، ضمن مبادرة وزارة الثقافة “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير”، لتسليط الضوء على ثراء المشهد المتحفي خارج القاهرة والجيزة، وكشف الكنوز الفنية الموزعة في المحافظات المصرية.
يقع المتحف في حي الشرق، أسفل مسلة الشهداء، ليصبح الفن امتدادًا مباشرًا للتاريخ الوطني، ويجسد بطولات بورسعيد خلال العدوان الثلاثي 1956 ومرحلة المقاومة الشعبية، مما يمنحه قيمة رمزية لا تُضاهى.
تعود جذور المتحف إلى عام 1959 حين افتتح باسم متحف ناصر 56 لتوثيق أحداث العدوان الثلاثي، وعقب سنوات من التوقف، تحول في 25 ديسمبر 1995 إلى متحف للفن التشكيلي الحديث، بعد اقتراح الفنان التشكيلي البورسعيدي عاطف زرمبة، ليضم اليوم لوحات وتماثيل وأعمالًا فنية لأبرز رواد الحركة التشكيلية المصرية مثل فاروق حسني، أحمد نوار، السيد عبده سليم، ومصطفى مهدي.
ويستعرض المتحف الديوراما مشاهد حيّة لأهم الأحداث الوطنية، من حفر قناة السويس وافتتاحها، إلى العدوان الثلاثي 1956، ومواجهة المدمرة الإسرائيلية إيلات، وحرب أكتوبر 1973 وسقوط خط بارليف، بالإضافة إلى تماثيل مجسمة لأبطال المقاومة الشعبية وشهداء الوطن.
ولا يتوقف دور المتحف عند عرض التاريخ، بل يمتد إلى عرض المشروعات القومية الحديثة مثل أنفاق 3 يونيو، كوبري النصر المتحرك، المزارع السمكية، مدينة سلام مصر، والمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، مع تخصيص جناح لتكريم شهداء المحافظة على مدار العقود الماضية.
ويقدم المتحف أيضًا ورشًا تعليمية وفنية للشباب والأطفال، ويستضيف ندوات وأمسيات موسيقية وأدبية، ومعارض لفناني بورسعيد دون مقابل، ليصبح منصة حقيقية لتبادل الإبداع بين الأجيال، وجسرًا يربط بين التاريخ والحاضر عبر لغة الفن.


تعليقات 0