متحف دار الأوبرا.. مسيرة تاريخية تحكي ذاكرة الفنون الرفيعة في الشرق الأوسط

ضمن جهود وزارة الثقافة لإحياء روح الوعي المتحفي، وتعزيز ارتباط الجمهور بتاريخ الفنون المصرية، يأتي متحف دار الاوبرا المصرية كأحد أهم الصروح المتخصصة في الشرق الأوسط، بما يحمله من إرث كبير يوثق مسيرة ممتدة لأكثر من قرن ونصف من الفنون الرفيعة.
ويعكس المتحف مكانة الأوبرا المصرية كبيت للفن الراقي، ومخزن لذاكرة العروض والإبداعات التي شكلت جزءا مهما من شخصية مصر الثقافية، وذلك في إطار مبادرة “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير” التي تسعى لفتح أبواب المتاحف أمام الجمهور وتشجيع الزيارات الثقافية.
متحف الأوبرا ودوره في المبادرة الثقافية
وجهت وزارة الثقافة دعوة موسعة لزيارة متحف دار الأوبرا المصرية بوصفه واحدا من أبرز المتاحف المتخصصة في المنطقة، خاصة في مجال تاريخ فنون الأوبرا في مصر.
وتمتد فعاليات المبادرة لتشمل عددا كبيرا من المتاحف الفنية والنوعية، بهدف تعزيز الانتماء الثقافي، وإعادة الجمهور إلى فضاءات المعرفة التي تمثل المتاحف جزءا أصيلا منها، في ظل الاهتمام المحلي والعالمي المتزايد بالمتحف المصري الكبير وما يحمله من زخم أثري وثقافي.
موقع المتحف وأهميته الفنية
يقع المتحف في الدور الأول من المبنى الرئيسي لدار الأوبرا في الزمالك، ويجمع بين التوثيق التاريخي والجماليات الفنية عبر مواد أرشيفية نادرة توثق تطور فنون الأوبرا منذ انطلاقها في مصر مع تأسيس الأوبرا الخديوية قبل أكثر من 150 عاما.
ويبرز المتحف باعتباره مرجعا بصريا وتاريخيا لمن يريد استكشاف المراحل التي عبرتها الفنون الرفيعة منذ نشأتها وحتى حاضرها.
جناح الأوبرا القديمة وتاريخ حلم الخديوي إسماعيل
يحتضن الجناح الأول أرشيفا متكاملا يروي عملية بناء الأوبرا الخديوية عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل على يد المهندسين الإيطاليين فوسكاني وروسي خلال فترة زمنية قياسية.
ويضم المتحف صورا نادرة للأوبرا قبل احتراقها وبعده عام 1971، إضافة إلى ماكيت دقيق للمسرح وتماثيل الفنان محمد حسن التي نجت من الحريق.
كما يعرض الجناح جانبا مميزا من تاريخ أوبرا عايدة التي ارتبطت بقناة السويس عبر تصاميمها وملابسها ونوتها الموسيقية، إلى جانب وثيقة ايطالية تسجل عروض الفرق من 1869 وحتى 1907.
تأسيس دار الأوبرا الحديثة وإرثها الممتد
أما الجناح الثاني فيوثق مرحلة تأسيس دار الأوبرا المصرية الجديدة التي افتتحت عام 1988 كهدية من اليابان.
ويضم هذا الجناح ملصقات وكتالوجات لعروض المسارح الثلاثة، إضافة إلى مقتنيات نادرة منها آلة ناي ضخمة يصل طولها إلى 2.17 متر مطعمة بالصدف الطبيعي، وبيانو خاص لعزف المقامات الشرقية، فضلا عن ملابس مهداة من دار الأوبرا في النمسا.
وتبرز هذه المقتنيات الدور الريادي لدار الأوبرا في استضافة فرق عالمية وإحياء تقاليد الفنون الرفيعة على مدى العقود الماضية.
أهمية المبادرة في دعم الثقافة المتحفية
أكدت وزارة الثقافة أن مبادرة “فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير” تهدف إلى تحويل المتاحف إلى فضاءات معرفية جاذبة، وتعزيز دورها في بناء الوعي العام، باعتبار متحف دار الأوبرا المصرية جزءا من الذاكرة الفنية التي توثق مسيرة طويلة من الإبداع المسرحي والموسيقي في مصر.
وتسعى المبادرة إلى دفع الجمهور للتعرف على هذا التاريخ، واستحضار مكانة مصر كدولة صنعت إرثا فنيا يفتخر به العالم.
مواعيد الزيارة
تفتح أبواب المتحف للجمهور يوميا من 11 صباحا حتى 4:30 مساء بتذاكر دخول، فيما يكون الدخول مجانيا خلال حفلات الأوبرا.


تعليقات 0