18 ديسمبر 2025 12:41
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

متحف سان أنطونيو للفنون يعيد 9 قطع أثرية إلى إيطاليا

في خطوة هامة تعكس التعاون الدولي في مجال حماية التراث الثقافي، أعاد متحف سان أنطونيو للفنون في الولايات المتحدة تسع قطع أثرية إلى إيطاليا، بعد أن تم التعرف على معظمها من خلال صور فوتوغرافية صودرت من تاجر التحف الشهير والمهرب المدان جياكومو ميديتشي.

هذا التعاون يأتي ضمن إطار اتفاقية طويلة الأمد بين المتحف ووزارة الثقافة الإيطالية لتعزيز التبادل الثقافي والحفاظ على التراث الفني العالمي.

القطع الأثرية المعادة

تتكون المجموعة المُعادة من تسع قطع أثرية، منها ثمانٍ تم التعرف عليها بفضل الصور التي تم الحصول عليها من ميديتشي، والذي كان يُعد أحد أشهر تجار التحف الذين تورطوا في تهريب القطع الأثرية عبر الأسواق العالمية.

أما القطعة التاسعة، فهي رأس رخامي للمعبود اليوناني هيرميس، والذي تم اكتشافه في منازل رومانية قديمة على تل كايليان في روما في أواخر القرن التاسع عشر.

هذه القطعة تم بيعها من قبل تاجر تحف إيطالي إلى جامع التحف جيلبرت إم. دينمان الابن، الذي تبرع بها في وقت لاحق لمتحف سان أنطونيو في عام 1986، دون تقديم أي وثائق تثبت مصدرها.

اتفاقية التعاون الثقافي

في إطار تعزيز العلاقات الثقافية بين إيطاليا والولايات المتحدة، وقع متحف سان أنطونيو ووزارة الثقافة الإيطالية اتفاقية تعاون وتبادل ثقافي طويلة الأمد في عام 2023. وقد استغرق التفاوض بشأن إعادة القطع الأثرية أكثر من عام، مما يعكس الجهود المستمرة للحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من عمليات التهريب. بموجب هذه الاتفاقية، ستبقى ثماني قطع من القطع التسع المُعادة معروضة في متحف سان أنطونيو على سبيل الإعارة من إيطاليا. وبعد انتهاء فترة الإعارة، من المتوقع أن يُرسل المتحف قطعًا أثرية أخرى مماثلة من إيطاليا إلى سان أنطونيو لمدة ثماني سنوات، بينما تم إعادة رأس هيرميس الرخامي إلى الحكومة الإيطالية.

وفي تعليق لها على هذا التعاون، قالت إميلي باليو نيف، مديرة متحف سان أنطونيو، في بيان صحفي: “نتطلع إلى مواصلة التعاون مع وزارة الثقافة الإيطالية لمشاركة الأعمال الاستثنائية من التراث الثقافي الإيطالي الغني مع زوارنا من جنوب تكساس وحول العالم”. كما أشاد لويجي لا روكا، رئيس إدارة حماية التراث الثقافي في إيطاليا، بالاتفاقية، مؤكدًا أنها تعزز العلاقات الثقافية بين البلدين وتُعد نموذجًا عالميًا لأفضل الممارسات في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.

الأعمال المعروضة في متحف سان أنطونيو

يتضمن متحف سان أنطونيو العديد من الأعمال الفنية التي تعود أصولها إلى أثينا أو جنوب إيطاليا، وتشمل هذه الأعمال طبقًا من الطين المحروق يعود تاريخه إلى حوالي 340 قبل الميلاد، وزوجًا من الأباريق “إبيكيسيس” من النصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، إضافة إلى تمثال طيني لشخصية أنثوية من القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد.

كما يُعرض إناء للخلط يعود تاريخه إلى حوالي 330 قبل الميلاد، مزينًا برسوم فنية بالأشكال الحمراء، وجميع هذه القطع قد مرت عبر دور المزادات وتجار التحف في نيويورك ولندن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي قبل أن يقتنيها المتحف.

الحفاظ على التراث الثقافي

في عام 2016، لفت الباحث الألماني يورغ ديتيرلينغ انتباه متحف سان أنطونيو إلى مصدر رأس هيرميس الرخامي، مما دفع المتحف إلى إجراء تحقيقات إضافية والتواصل مع وزارة الثقافة الإيطالية. ووفقًا للوزارة، تم التأكد من صحة المعلومات في وقت لاحق من نفس العام، وطلبت إعادة القطعة الأثرية، التي أُعيدت إلى إيطاليا بعد تحقيقات دقيقة.

وتعد هذه الخطوة خطوة هامة نحو حماية التراث الثقافي، وتعكس التعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية الدولية. بفضل الاتفاقية بين متحف سان أنطونيو ووزارة الثقافة الإيطالية، يتم تعزيز جهود مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، في حين تستمر هذه القطع الأثرية في إلهام الأجيال الجديدة من خلال معارضها الدولية.