مدينة فرعونية كاملة تحت أقدام الكرنك… اكتشاف يغيّر خريطة الحضارة المصرية

كشفت بعثة أثرية فرنسية النقاب عن مدينة فرعونية متكاملة مدفونة منذ أكثر من أربعة آلاف عام أسفل رمال معبد الكرنك بالأقصر، تعود إلى عهد الملك منتوحتب الثاني، مؤسس الأسرة الحادية عشرة.
وأكد الخبير السياحي محمد دربالة، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “صباح الخير” على موجات البرنامج العام، أن الاكتشاف يمثل طفرة نوعية في فهم البنية الاجتماعية والاقتصادية للدولة الوسطى، موضحًا أن ما تم العثور عليه ليس مجرد مبنى أثري، بل مدينة متكاملة اجتماعيًا وتنظيميًا تضم مساكن، مخازن غذائية، وأفرانًا لصناعة الخبز، وهو ما يعكس الحياة اليومية للعمال الذين شاركوا في تشييد المعابد العملاقة.
وأشار دربالة إلى أن البعثة الفرنسية العاملة بالموقع منذ عام 2021 نجحت في توثيق معالم المدينة التي بنيت من الطوب اللبن، حيث استخدمت كمركز دعم لوجستي لتغذية العمال، وتوفير أدوات العمل، مما يعزز من فهمنا لآليات التنظيم المعماري والإداري آنذاك.
واعتبر دربالة أن معبد الكرنك لا يزال يخفي بين جنباته المزيد من الأسرار، قائلًا: “مصر لم تكشف بعد عن كل ما في جعبتها… وكل اكتشاف جديد يعيد تشكيل الصورة الذهنية للحضارة التي ألهمت العالم “.
وأضاف أن الاكتشاف الأخير لا يسهم فقط في إثراء المشهد الأثري والعلمي، بل يُعد أيضًا رافعة جديدة للسياحة الثقافية في مصر، مؤكدًا أن كل خطوة تفتح بابًا جديدًا للمستقبل، وتعيد التأكيد على أن مصر لا تزال منجمًا حيًا للتاريخ الحي.
ويُذاع برنامج “صباح الخير” من تقديم مها حسان، إعداد أحمد دياب، هندسة إذاعية حسام رأفت، إخراج أيمن فتيحة.
تعليقات 0