معبد أبيدوس شاهد على عظمة الحضارة المصرية والفتح الإسلامي حمى التراث الإنساني

وصف الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، زيارته لمعبد أبيدوس بمحافظة سوهاج بأنها تجربة استثنائية، مؤكدًا أنه من أروع ما شاهده في حياته، حيث أبهرتْه الجداريات والنقوش التي تروي حياة المصريين القدماء وكأنها “تسلم بعضها لبعض”.
وأضاف أمين الفتوى، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات ببرنامج “فتاوى الناس” على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن وجود مرشد متخصص أثناء الزيارة جعل النقوش تبدو كـ”قراءة حية للتاريخ”، لافتًا إلى أن قاعة فريدة داخل المعبد تحمل سقفًا مرسومًا بالنجوم ومواقعها السماوية بدقة مذهلة، بحيث يظهر انعكاسها في المرآة على الأرض كأن الزائر ينظر مباشرة إلى السماء، وهو ما يعكس براعة المصريين القدماء في دراسة النجوم والأفلاك.
وأشار فخر إلى أن الرومان حاولوا تخريب المعبد عند دخولهم مصر، خاصة تلك القاعة المميزة، إلا أن الفتح الإسلامي كان مختلفًا تمامًا، إذ جاء ليحافظ على الحضارة الإنسانية، ولم يسعَ إلى تدمير التماثيل أو المعابد، بل أسس لفكرة احترام التراث الإنساني وصونه.
كما شدد على أن الإسلام فرّق بين العبادة والشرك من جهة، وبين الاحترام الثقافي والحضاري من جهة أخرى، موضحًا أن التماثيل إذا تحولت إلى معبود أو أداة للتقديس وجب كسرها، أما إذا كانت مجرد آثار تعكس حضارة وتاريخًا، فإن الاحتفاظ بها أمر جائز ومهم.
وفي ختام حديثه، أشار أمين الفتوى إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر المقبل سيكون حدثًا عالميًا ضخمًا، واصفًا إياه بـ”أكبر متحف في العالم”، حيث سيضم كنوز الحضارة المصرية في عرض مبهر يرسخ مكانة مصر كبلد الحضارة والرقي والتقدم.
تعليقات 0