معبد الأقصر يضيء كورنيش النيل ويُبهر الزوار من أنحاء العالم
سحر ليلي ،معبد الأقصر ،كورنيش النيل ، الزوار ، أنحاء العالم، الأقصر ، معابد الأقصر ، إضاءة معبد الأقصر

تتحول مدينة الأقصر، مع غروب الشمس، إلى لوحة فنية ساحرة، إذ تضفي الإضاءة الليلية لمعبد الأقصر المطل على كورنيش النيل بريقًا فريدًا يأسر قلوب الزوار.
ويشهد المعبد إقبالًا متزايدًا من السيّاح يوميًا ضمن برنامج “الفتح الليلي للمعابد”، حيث يتوافد الزوّار من مختلف الجنسيات للاستمتاع بجمال المعابد في شرق وغرب الأقصر تحت أضواء ساحرة تبث روح التاريخ في المكان.
معبد الأقصر.. تحفة معمارية
وننشر أجواء الجمال التي تنبعث من أعمدة وجدران وتماثيل معبد الأقصر، أحد أبرز المعالم الأثرية في البر الشرقي، والذي يقع مدخله في ساحة سيدي أبو الحجاج وسط المدينة.
ويُعد المعبد من أعظم ما شُيّد في عهد الملك أمنحتب الثالث لعبادة الإله آمون رع، حيث تم بناؤه لتأكيد نسب الملك للإله، في وقت لم يكن أمنحتب يستوفي شروط تولي حكم مصر؛ إذ لم يكن ابن فرعون سابق ولا متزوجًا من ابنة ملك.
ووفقًا لما أوضحه أحمد عربي، مدير عام معبد الأقصر، فقد تلقى الملك نصيحة من أحد رجاله ببناء معبد ضخم يكرّس عبادته لآمون رع، فنجح بذلك في نيل شرعية الحكم.
وتابع أن المعبد شُيّد في الفترة ما بين 1390 و1353 قبل الميلاد، ثم جاء الملك رمسيس الثاني ليُكمل البناء، مضيفًا الفناء الكبير، والأعمدة، والمدخل الأول الذي يتألف من برجين هائلين، يتوسطهما تمثالان جالسان لرمسيس، يحيط بهما أربعة تماثيل واقفة.
وقد تم مؤخرًا ترميم اثنين من هذه التماثيل وإعادتهما إلى موقعهما الأصلي بعد أن تهدما عبر القرون.
كما تحتوي واجهة المعبد على مسلة ضخمة بناها رمسيس الثاني لتوثيق إنجازاته العسكرية، خاصة انتصاره في معركة قادش، إذ يبلغ ارتفاع المسلة 24 مترًا، وتزدان بنقوش تصور بطولات الأسرة الـ25 (السلالة النوبية).
وأوضح مدير المعبد أن التحولات التاريخية لم تنزع من المعبد قدسيته، بل زادته رمزية. ففي أواخر القرن الثالث الميلادي، شيّد الرومان قلعة حول المعبد، وحوّلوا إحدى حجراته الداخلية – خلف صالة أمنحتب الثالث – إلى محراب، حيث قاموا بتغطية النقوش الأصلية بالجص، ورسموا فوقها على الطراز اليوناني الروماني مشاهد تجسد الإمبراطور دقلديانوس (284–305م) وثلاثة من ولاته.
واختتم عربي حديثه بالإشارة إلى المشروع القومي الأكبر الذي شهده المعبد خلال السنوات الماضية، لترميم تماثيل رمسيس الثاني، وهي الأعمال التي نالت إعجاب العالم، وأبرزت عظمة الحضارة المصرية القديمة في أبهى صورها.
تعليقات 0