وادي الصفحة في سانت كاترين.. سر الحضارات القديمة وكنز الجنوب المنسي

في عمق جبال جنوب سيناء، وتحديدًا بالقرب من مدينة سانت كاترين، بيختبئ مكان ساحر اسمه “وادي الصفحة”، موقع فريد بيجمع بين الجمال الطبيعي والأسرار التاريخية اللي ما زالت لحد النهارده بتبوح بحكايات حضارات قديمة عاشت ومشت من نفس الأرض.
المدينة دي اللي ربنا ميّزها وجعلها ملتقى للأديان السماوية الثلاثة، كانت وما زالت شاهد على لحظات عظيمة في التاريخ الإنساني، منها المكان اللي ناجى فيه سيدنا موسى ربّه ونزلت عليه الوصايا العشر، لتصبح سانت كاترين رمز روحي وتاريخي ملوش مثيل.
وبين الوديان والجبال، بيظهر “وادي الصفحة” كتحفة أثرية نادرة، لسه بتخبّي بين صخورها قصص آلاف السنين. المكان ده بيقع على بُعد حوالي 20 كيلومتر جنوب مدينة سانت كاترين، وتسجيله كموقع أثري رسمي حصل سنة 2010، بعد ما تأكدت الدراسات الأثرية من قيمته التاريخية الكبيرة اللي بترجع للعصر النبطي من القرن الثاني قبل الميلاد لحد القرن الثاني الميلادي.
وده معناه إن المنطقة كانت مركز استيطاني قديم جدًا، احتفظ بهيكله المعماري رغم مرور الزمن والعوامل الطبيعية القاسية.
المنطقة دي بتضم حوالي 14 مبنى أثري عند سفح الجبل، كلها مبنية من الحجر الجرانيت المحلي، وبتتنوع ما بين غرف سكنية بأشكال مستطيلة ومربعة، وأعلى الجبل في 10 منشآت دائرية بيُعتقد إنها كانت مقابر قديمة، والدليل على كده إن علماء الآثار لقوا هناك بقايا عظام بشرية وكسر فخار وأدوات بسيطة كانت بتستخدم في الحياة اليومية. المشهد ده بيوضح إن الناس اللي عاشوا هناك كان عندهم تنظيم ومعرفة معمارية متقدمة بالنسبة للظروف الصعبة اللي عاشوا فيها.
وادي الصفحة مش مجرد موقع أثري منسي، ده سجل حي لحضارات عبرت من هنا وفضل أثرها شاهد على عظمة الإنسان القديم.
المكان ده محتاج يتسلّط عليه الضوء أكتر، ويتضمّن ضمن خريطة السياحة الثقافية والبيئية لجنوب سيناء، لأنه مش بس بيوصلنا بالتاريخ، لكنه كمان بيحكي عن علاقة الإنسان بالمكان، وعن روح الاستكشاف اللي كانت جزء من حضارتنا من آلاف السنين.
وما بين الصخور الهادية وأصوات الرياح اللي بتمر في الممرات الجبلية، بتحس إن الأرض هناك لسه بتحكي، وبتهمس بأسرار ناس سكنوا الوادي، بنوا، عاشوا، وسبوا أثرهم للأبد.
وادي الصفحة هو قصة مصرية قديمة ما اتكتبتش لحد دلوقتي، لكنها بتستنّى اللي يعيد اكتشافها ويكتب فصولها من جديد.
تعليقات 0